عاش يوم الأرض الخالد
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
تُحيي اليوم الثلاثين من أذار الجماهير الفلسطينية في جميع مناطق تواجدها وكذلك في العالمَينِ العربي والإسلامي والقوى التقدمية في العالم الذكرى ال 45 ليوم الارض الخالد كما في كل سنة منذ العام 1976.
هذا اليوم الذي إنتفضت فيه جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل بوجه مخططات التهويد التي استهدفت انتزاع ملكية الارض من أصحابها الحقيقيين في قرانا وبلداتنا في منطقة الجليل شمالي الاراضي الفلسطينية.
هذا اليوم الذي خرجت فيه جموع جماهير شعبنا الفلسطيني معلنة وحدتها ضد سياسات الإحتلال الإسرائيلي وتمسكها بأرضها وعرضها، رافضةً الإنصياع للقوانين العنصرية الفاشية التي تستهدفنا في حياتنا وأماكن تواجدنا.
هذا اليوم هو بمثابة إنتفاضة شعبنا الفلسطينيي في الداخل ضد السلطات الإسرائيلية وقوانينها العنصرية التي تشرع ضد أبناء شعبنا.
هذا اليوم الذي روت فيه دماء أبناء شعبنا هذه الأرض الطاهرة المباركة، الذين استهدفتهم قوات الاحتلال، في محاولة لقمع التحرك الشعبي ولجم اندفاعته وتمسكه بأرضه فوق تراب هذا الوطن الغالي.
لأجل ذلك يعتبر يوم الأرض حدثاً محورياً في الصراع على الهوية والأرض والتمسك بها وفي علاقة المواطنين العرب بالسلطات الإسرائيليه، حيث أن هذه هي المرة الأولى التي يُنظم العرب في الداخل منذ النكبة في العام 1948 احتجاجات رداً على السياسات الإسرائيلية العنصرية والفاشية بصفة جماعية وطنية فلسطينية.
تعود أحداث يوم الأرض الى العام 1976 بعد أن قامت السلطات الإسرائيلية العنصرية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي العربية ذات الملكية الخاصة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذو أغلبية سكانية فلسطينية، تحت غطاء مرسوم جديد صدر رسمياً في منتصف السبعينيات، أطلق عليه اسم "مشروع تطوير الجليل" والذي كان في جوهره الأساسي هو "تهويد الجليل".
وبذلك يعتبر هذا الإجراء التعسفي العنصري، بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها في منطقة الجليل (وهي القرى التي تدعى اليوم مثلث الأرض) وتخصيصها للمستوطنات اليهودية وهذا هو السبب المباشر لأحداث يوم الأرض.
وردا على هذا المخطط التهويدي والذي يستهدف التضييق علينا ومحاصرة مدننا وقرانا بالمستوطنات وبعشرات ألاف المستوطنين الجدد، وبأعقاب قرار المصادرة هذا قررت لجنة الدفاع عن الأراضي بتاريخ 1/2/1976 في اجتماع لها عقد في مدينة الناصرة بالاشتراك مع اللجنة القطرية لرؤساء المجالس العربية إعلان الإضراب العام والشامل في 30 آذار مارس رفضا لسياسية المصادرة والإضطهاد العنصري التي تمارسها السلطات الإسرائيليه ضد أبناء شعبنا الصامدين في أرضهم ووطنهم.
وكالعادة كان الرد الإسرائيلي عنيفاً ودموياً إذ اجتاحت قوات عسكرية مدعومة بالدبابات والمجنزرات القرى والبلدات العربية وأخذت باطلاق النار عشوائياً فسقط الشهيد خير ياسين من قرية عرابة البطوف يوم 28 أذار ليلاً، وبعد انتشار الخبر صبيحة اليوم التالي الثلاثين من آذار انطلقت الجماهير الفلسطينية في الداخل بتظاهرات عارمة سقط خلال هذه المواجهات مع قوات الجيش والشرطه خمسة شهداء آخرين وعشرات الجرحى.
وبلغت حصيلة يوم الأرض ستة من الشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض فلسطين الصامده، بالإضافة إلى حوالي (49) جريحاً ونحو (300) معتقل، والشهداء هم: خير ياسين من عرابة، ورأفت الزهيري من نور شمس الذي إستشهد في الطيبة، ومحسن طه من كفر كنا، ورجا ابو ريا، وخضر خلايلة وخديجة شواهنة من سخنين.
إنتفاضة يوم الأرض لم تكن وليدة صدفة بل كانت نتيجة حتمية لمجمل الوضع في فلسطين المحتلة منذ قيام دولة اسرائيل في العام 48، حيث عانت جماهير شعبنا الباقية المتبقية كثيراً من سياسة التهويد وسرقة الاراضي والممتلكات بالقوة، ومن سياسة التضييق علينا وتشديد الحصار لدفعنا ترك مدننا وقرانا والهجرة خارج وطننا واللحاق بأبناء شعبنا الذي شُرّدوا عام 48 فكانت هذه الإنتفاضة بوجه سلطات الإحتلال والقمع ومخططات التهويد .
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار