تغلبت ألمانيا 6-5 على إيطاليا في ركلات ترجيح ملحمية شهدت 18 ركلة لتنهي أخيرا عقدتها أمام غريمتها القديمة في البطولات الكبرى وتتأهل إلى قبل نهائي بطولة أوروبا لكرة القدم 2016 بعد انتهاء المباراة 1-1 عقب وقت إضافي يوم السبت.
وكان يوناس هيكتور بطل منتخب ألمانيا عندما سدد بنجاح الركلة الحاسمة بعد أن أهدر ماتيو دارميان محاولته مع إيطاليا وسيلتقي الآن مع فرنسا صاحبة الضيافة أو أيسلندا في الدور قبل النهائي.
وشهدت ركلات الترجيح إهدار سبع محاولات بتسديدات مضحكة وكانت متناقضة تماما مع 120 دقيقة سبقتها من كرة القدم المتوترة والخططية.
وأهدر المنتخب الألماني الحاسم في المعتاد - الذي لم يخسر أي ركلات ترجيح منذ كأس العالم 1982 - ثلاث محاولات لكن نجح في التأهل بفضل تنفيذ أكثر غرابة من منافسه الذي سدد لاعبوه مرتين خارج المرمى بينما أنقذ الحارس مانويل نوير ركلتين.
وتفوقت ألمانيا - التي ستخوض مباراتها في الدور قبل النهائي يوم الخميس القادم - في آخر ست مباريات ذهبت لركلات ترجيح منذ خسارتها أمام تشيكوسلوفاكيا في نهائي بطولة أوروبا 1976.
وقال هيكتور "من الصعب إيجاد الكلمات المناسبة. أنا سعيد بأن الكرة دخلت المرمى. لا يمكن أن أصف الشعور. حملت قلبي بين يدي وذهبت لأسدد."
وأضاف يواكيم لوف مدرب ألمانيا "هنأته (هيكتور). كان موقفا فريدا للغاية. كان شعوري جيدا عندما ذهب لتنفيذ الركلة."
ومنح مسعود أوزيل التقدم لألمانيا في منتصف الشوط الثاني قبل أن يرد ليوناردو بونوتشي بهدف التعادل من ركلة جزاء بعد لمسة يد غريبة من جيروم بواتنج.
ولم تتغلب ألمانيا - التي تأهلت لقبل نهائي بطولة كبيرة للمرة السادسة على التوالي - مطلقا على إيطاليا في أي نهائيات كبيرة في مسيرة يعود تاريخها إلى كأس العالم 1962.
وتحققت انتصارات إيطاليا الأربعة في نهائي لكأس العالم ومرتين في قبل النهائي إضافة لقبل نهائي بطولة أوروبا 2012. وانتهت اللقاءات الأربعة الأخرى بالتعادل.
وبالنسبة لإيطاليا كانت الهزيمة نهاية الطريق في بطولة وصلت فيها لأبعد من المتوقع بانتصارين باهرين على بلجيكا وإسبانيا حاملة اللقب.
وأعيد الفضل للمدرب أنطونيو كونتي في تجاوز الافتقار للمواهب في المنتخب الإيطالي عن طريق الالتزام الخططي والعمل الشاق لكن في غياب لاعب الوسط المؤثر دانييلي دي روسي بسبب الإصابة كانت ألمانيا أفضل بكثير.
وقال كونتي "ترك اللاعبون بصمة كبيرة على هذه البطولة وأظهروا أنه بالرغبة والعمل الشاق فإن بوسعك تحقيق شيء."
وأضاف "كرة القدم قد تجلب لك السعادة وقد تترك مذاقا مريرا في فمك. سيكون للاعبين مكان دائما في قلبي."
وكان الشوط الأول متوترا وخططيا وحذرا كما هو متوقع بين فريقين لم تكن شباكهما استقبلت إلا هدف وحيد فقط طيلة البطولة.
وكانت تمريرات ألمانيا أكثر سلاسة وتقدمت في الدقيقة 65 حين اصطدمت تمريرة هيكتور إلى منطقة الجزاء بالمدافع بونوتشي وسقطت بشكل مثالي أمام أوزيل ليضعها في الشباك.
وبدا أن الهدف ربما يكون كافيا للفوز باللقاء لكن إيطاليا تعادلت بشكل غير متوقع بعد 13 دقيقة أخرى.
وأرسل فلورينزي كرة عرضية إلى منطقة الجزاء وقفز بواتنج عاليا لمنافسة جيورجيو كيليني عليها وذراعيه مرفوعتين كلاعب كرة سلة واصطدمت الكرة بيد المدافع الألماني.
وسدد بونوتشي ركلة الجزاء بطريقة رائعة في الزاوية اليمنى السفلية بعيدا عن متناول مانويل نوير.
ودبت الحياة بشكل مفاجئ في المنتخب الإيطالي واصطدمت تسديدة من جراتسيانو بيليه بالدفاع وذهبت خارج الملعب بعد هجمة مرتدة سريعة كما سدد دي شيليو في الشباك من الخارج.
ولم يحدث الكثير في الوقت الإضافي لكن ركلات الترجيح كانت الأكثر إثارة على الإطلاق في بطولة كبيرة.
وأهدر لإيطاليا سيموني زازا - الذي سدد ركلته فوق المرمى بعدما ركض بشكل غريب - وبيليه وبونوتشي ودارميان بينما أضاع توماس مولر وأوزيل وباستيان شفاينشتايجر محاولاتهم مع ألمانيا قبل أن يحسم هيكتور الانتصار.