ذكرت مصادر فلسطينية أن قوات اسرائيلية منعت مسيرة في يوم المرأة العالمي من الوصول الى حاجز قلنديا، واستخدمت القنابل الغازية والصوتية وغاز الفلفل لتفريق المتظاهرين، ما أدى الى إصابة 32 سيدة وشابا بحالات اختناق، وجرى معالجة بعضهم ميدانياً، فيما نقل 14 آخراً إلى المشافي.
انطلقت المسيرة من أمام مخيم قلنديا، بمشاركة أكثر من ألف امرأة، وبعض القادة السياسيين، وسارت على الأقدام وصولاً إلى حاجز قلنديا العسكري، وتمركز الجنود خلف البوابات الحديدية وقاموا برش المشاركات في المسيرة بغاز الفلفل على الوجه والعينين، ما أوقع عدة اصابات في صفوفهن. وحاولت قوات اسرائيلية إبعاد المتظاهرات من أمام الحاجز، ولكن السيدات وقفن بعناد، ورغم وقوع إصابات في صفوفهن، قبل أن يقوم الجنود بإطلاق قنابل الغاز والصوت بكثافة في صفوفهن، فابتعدن قليلاً عن الحاجز.
وذكرت مصادر فلسطينية أن القوات الإسرائيلية تعمدت إطلاق قنابل الغاز والصوت بشكل مباشر نحو الصحفيين المتواجدين بكثافة في المكان، لتغطية فعاليات المسيرة السلمية، ووقعت مشادات بين الصحفيين والقوات. وأضافت المصادر أن الشابات والشبان الفلسطينيين قاموا برشق قوات اسرائيل بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما أطلقت القوات الرصاص المطاطي والقنابل الغازية صوب المتظاهرين، فيما يشهد حاجز قلنديا اكتظاظا كبيرا للمركبات على طرفيه بسبب المواجهات المستمرة حتى اللحظة.
وفي هذا الصدد، قالت عضو المجلس التشريعي عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، خالدة جرار إن "المسيرة النسوية نحو حاجز قلنديا توجه رسالة المرأة الفلسطينية الرافضة للاحتلال، وأنهن ماضين في رحلة النضال حتى الحرية والاستقلال، وأن المسيرة نحو القدس تأتي للتأكيد على أن القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية، وأن الاستيطان مرفوض، وأن المرأة تناضل وتقاوم إلى جانب الرجل ضد الاحتلال، وتناضل أيضاً على المستوى الوطني والاجتماعي والديمقراطي وتطالب بحقوقها ومساواتها". وأكدت جرار أن "المرأة الفلسطينية كانت ولا تزال ركناً أساسياً من أركان مقارعة ومكافحة الاحتلال الإسرائيلي، وهي لن تتخلى عن هذا الحق والواجب في النضال من أجل حرية فلسطين من الاحتلال، ووقف كل أشكال عنف الاحتلال تجاههن".
من ناحيتها، قالت مدير عام طاقم شؤون المرأة، سريدة عبد حسين إن "المرأة الفلسطينية تحتفل بالثامن من آذار وهي تتمسك بمطالبها بالحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال وإنهاء الانقسام السياسي، وبتجسيد الوحدة والمصالحة". وأشارت حسين إلى أن "المرأة تطالب بإجراء الانتخابات وانعقاد المجلس التشريعي المنوط به العديد من المهمات، وأولها مواءمة القوانين والاتفاقيات الدولية مع القوانين المحلية الخاصة بالمرأة الفلسطينية". وأشارت حسين إلى أن "رسالة المرأة للعالم بأسره أن شعب فلسطين جزء من العالم، ويطالب العالم بضرورة التدخل لإنهاء الاحتلال، الذي تشكل المرأة الفلسطينية من أبرز الرافضين له ومحاربيه".
من ناحيتها، أكدت أمين عام حزب فدا، زهيرة كمال أن "رسالة النساء الفلسطينيات في يوم المرأة العالمي بأنهن يرفضن الاحتلال، وتطالب بضرورة استمرار النضال للتحرر". وأشارت كمال إلى أن "المرأة الفلسطينية تريد أيضاً من القيادة الفلسطينية بعدم العودة إلى المفاوضات، والاستمرار في تدويل القضية الفلسطينية، وضرورة أن يكون هناك قوانين فلسطينية متوائمة مع الاتفاقيات الدولية، لا سيما اتفاقية "سيداو" للمساواة بين المرأة والرجل".