جدد اعضاء مجتمع يداً بيد" في مدينة يافا، بعد فترة انقطاع استمرت حوالي سبعين سنة، اللقاء مع الحكواتي، حيث قاموا بتنظيم امسية تراثية في مقهى بسمة في احدى حارات يافا القديمة.
وجاءت فكرة تنظيم هذه الامسية اثر نشر سلسلة الكتابات التي نشرت في موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) الخاص بجمعية "يداً بيد" تحت عنوان "كل يوم مصطلح من رمضان"، ومن المواد التي نشرت كان ايضاً دور الحكواتي في رمضان بالترويح عن الصائمين في المقاهي ليلاً فبعد صلوات التراويح. وقد حاز هذا الموضوع على اهتمام عضو مجتمع "يداً بيد" اليافاوي، جلال سكسك، الذي عاد بالذاكرة الى الماضي حيث كانت عائلة جدته تدير مقاهي في منظقة المنشية (نافيه تصيدق حالياً) والتي كان يرتادها العشرات مساء كل ليلة للاستماع الى قصص الحكواتي.
وتجدر الاشارة الى أن ظاهرة الحكواتي كانت منتشرة جداً في اربعينات القرن الماضي وتوقفت بعد سقوط يافا سنة 1948 ، والحكواتي يتمتع بشخصية تاريخية في الحضارة العربية حيث كان ت مهمته سرد القصص في المقاهي والبيوت والحارات وقصور الحكام. وقد كانت هذه القصص هي الوسيلة التي نقلت بواسطتها للجمهور الحكايات الشعبية، الاساطير ، ووسيلة لترسيخ القيم في ذهن المستمعين.
وفي مقهى بسمة اعادوا ليلة امس الحكواتي حيث استضافوا الحكواتية علياء ابو شميس والتي سردت قصصاً من سنوات الخمسينات من القرن الماضي ابان الفترة التي شهدت هجرة اليهود البلغار الى يافا حيث اضطرت الكثير من العائلات العربية تقاسم بيوتها مع هؤلاء المهاجرين الجدد. والامر الذي فاجأ المستمعين ليلة امس كانت قصة الشراكة التي بنيت بين الام الفلسطينية والمهاجرة البلغارية وذلك رغم الشراكة القسرية في تقاسم البيت والتي فرضت على صاحبة البيت رغماً عن ارادتها.
" هذه المناسبة مهمة جداً للمجتمع في الداخل وللخارج على حد سواء اذا تهدف الى رفع مستوى الوعي لدى سكان يافا ووتمكينهم من المحافظة على التراث اليافاوي. اما بالنسبة للخارج فهي تعبر عن الرغبة لبناء شراكة طبيعية مع اخواننا اليهود، شراكة تولد الاحترام المتبادل، والحصول على الحقوق بشكل طبيعي". هذا ما قاله جلال سكسك.
اما المنظمة الجماهيرية، رلى عبد ا لغني، والتي تشرف على المجتمع اليافاوي في جمعية "يداً بيد" فقد اشارت الى انّه، ونظراً للنجاح الذي حققه هذا اللقاء وهو الاول من نوعه، ازداد الاهتمام من قبل مجتمعي يافا وتل ابيب للمشاركة في لقاءات من هذا القبيل في المستقبل القريب ايضاً.
وأكد جلا سرسك ورلى عبد الغني، على انّهما سيقومان في المرة القادمة بتنظيم لقاء مشابه بمشاركة العديد من الجدات لكي يسردوا للجمهور ومن مصدر أولي، القصص من تلك الفترة الغابرة.