الحاجة جليلة خطيب أم شاهين كان عمرها 8 سنوات عندما شُرّدت من قريتها خريش في تاريخ 24.2.1951.

سكان قرية خريش، من عائلتيّ عوده وشواهنه وباقي العائلات اصبحوا لاجئين في وطنهم، معظمهم يسكن اليوم في قرية جلجولية الواقعة غربي خريش.

معظم اراضي خريش صودرت الا ان الحاجة جليلة وعائلتها استطاعوا استرجاع 126 دونم من ارضهم بعد معارك مستمرة ومكلفة في المحاكم الاسرائيلية. هذه الأرض تقع في منطقة استراتيجية قريبة من الخط الاخضر بين مستوطنتي ماتان ونيريت.

 

المؤسسة الاسرائيلية ترفض ان تترك الارض لاصحابها وتحاول مصادرتها بشتى الوسائل وبواسطة قوانين المصادرة وهي كثيرة.

قبل عدة سنوات قدمت سلطة الطبيعة الاسرائيلية مخططا لتحويل ارض الحاجة جليلة وعائلتها لمحمية طبيعية. تحويل الارض لمحمية طبيعية معناه أن يمنع اصحاب الارض من زراعتها، من حرثها وحتى من دخولها. العائلة قدمت اعتراضها على المخطط واستطاع محامو العائلة وباقي اصحاب الارض أن يطعنوا في قانونية المخطط وامكانية تحويل الارض لمحمية طبيعية الامر الذي يتعارض مع المخطط الاقليمي 3/21, مما أدى الى تحويل الملف امام مجلس الحدائق القومية والمحميات الطبيعية لكي يقدم توصياته امام اللجنة اللوائية لتغيير الارض لحديقة قومية (وهي طريقة أخرى لمصادرة الأرض). وتم استدعاء المحامين واصحاب الارض للمثول امام مجلس الحدائق القومية في تاريخ 25.6.2020 من اجل نقاش المخطط واتخاذ قرار في الموضوع.

واصبح واضحا ان المؤسسة الاسرائيلية مصرة على مصادرة الارض من اصحابها العرب وبكل ثمن وبالرغم من العيوب القانونية في المخطط، لذلك توجه اصحاب الارض الى بعض اعضاء الكنيست العرب من القائمة المشتركة وطلبوا دعمهم السياسي في نضالهم للمحافظة على ارضهم في خريش وطلبوا منهم حضور الجلسة في تاريخ 25.6.2020. الا ان اعضاء المشتركة اعتذروا عن الحضور بسبب التزامات مسبقة (جلسة مع السفير الاردني) ولكنهم نصحوا أصحاب الارض بتعيين محامي "مليح". وتوجه محامي العائلة لعضو كنيست آخر من القائمة المشتركة واعتذر هو ايضا بسبب التزامات مسبقة، وحاول الاتصال بعضو كنيست آخر من المشتركة الا انه لم يرد على الهاتف. فاضطر اصحاب الارض الى حضور الجلسة مع محاميهم وبدون ممثليهم في الكنيست.

 

اصحاب الارض ينتظرون صدور القرار من قبل مجلس الحدائق القومية.

 

قبل الانتخابات، القائمة المشتركة واعضاؤها انطلقوا في كامبين انتخابي كبير وحفزوا الشعب ان يستيقظ من غفوته وان يهرول الى صناديق الاقتراع لكي يدخل اكبر عدد ممكن من اعضاء المشتركة الى الكنيست وصوروا ان هذه الانتخابات مصيرية وان اعضاء المشتركة هم في خدمة ابناء شعبهم وقضاياهم المصيرية.

 

إلا أن الحاجة جليلة لن تنتظر اعضاء المشتركة وسوف تستمر في نضالها من أجل البقاء والمحافظة على أرضها ووطنها، في نفس الطريق الذي سلكته منذ 69 عام.

 

المحامي توفيق جبارين

محامي أرض قرية خريش المهجرة