امتنع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن كشف إصابته بفيروس كورونا، بعدما ظهرت نتيجة إيجابية لفحص أجراه يوم الخميس الماضي، وانتظر نتائج فحص أكثر شمولا، حسبما افادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الأحد، نقلا عن مصادر مطلعة.
وأخفى ترامب النتيجة الإيجابية لكورونا، مساء الخميس، وقبل ظهوره على قناة "فوكس نيوز". وبدلاً من ذلك ، أكد تقارير سابقة أفادت بإصابة مساعدته، هوب هيكس، بكورونا.
وقال ترامب خلال المقابلة إنه "سأستعيد اختباري الليلة أو صباح الغد". وكتب ترامب، يوم الجمعة الماضي، على "تويتر" إنه ثبت بالفحص أنه إيجابي لكورونا.
وبموجب بروتوكولات البيت الأبيض ، فإن الاختبار الأكثر موثوقية الذي يفحص عينة من عمق ممر الأنف لا يتم إجراؤه إلا بعد أن يُظهر الاختبار السريع قراءة إيجابية. ووفقا لأشخاص مطلعين على الأمر، اتبعت اختبارات ترامب هذا البروتوكول.
وطالب ترامب أحد مستشاريه بألا يكشف عن نتائج إيحابية لفحص كورونا أجراه، وذلك رغم انتشار الفيروس بين الأشخاص الأقرب إليه. وحسب مصدر مطلع على المحادثة، قال ترامب لأحد مستشاريه: "لا تخبر أحداً".
وتصاعد الجدل، أمس، بشأن عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة ضد فيروس كورونا من جانب البيت الأبيض وعائلة ترامب، لكن أيضا بشأن قرار السماح لنائب الرئيس، مايك بنس، بمواصلة حملة الرئيس لانتخابات 3 تشرين الثاني/نوفمبر في حال عجز ترامب عن ذلك.
والسؤال، وفقا لتقرير نشرته وكالة فرانس برس، هو: لماذا واصل ترامب، الخميس، رحلته إلى نيوجيرزي للقاء متبرعين أثرياء، رغم علمه أن مستشارته المقربة هوب هيكس، التي ترافقه في كل مكان، مصابة بالفيروس؟ كذلك، متى أصيب بالوباء؟ وهل كان مصابا خلال مناظرة الثلاثاء الماضي مع جو بايدن، المرشح الديموقراطي لانتخابات 3 تشرين الثاني/نوفمبر؟ ولماذا سمح منظمو المناظرة في كليفلاند لعائلة ترامب بأكملها بأن تحضر بدون وضع كمامات؟
واعتبر رئيس اتحاد العلماء الأميركيين، علي نوري، أن البيت الأبيض "اعتمد كثيرا على الفحوص"، مضيفا أنه "بعدم فرضهم وضع الكمامة والتباعد الاجتماعي، خلقوا مناخا زائفا من الثقة في البيت الأبيض" الذي تحول بؤرة للعديد من الإصابات.
كذلك، يوم السبت 26 أيلول/سبتمبر، توافد عشرات المسؤولين والشخصيات الجمهورية لحضور حفل تعيين القاضية، إيمي كوني باريت، التي اختارها ترامب في المحكمة العليا، وهو حدث مرتبط بالعديد من الإصابات التي أبلغ عنها في الأيام الأخيرة، بينها لدى أعضاء في مجلس الشيوخ ومستشارين للرئيس.
وقالت مستشارة بايدن، سيمون ساندرز، لشبكة "سي.إن.إن"، أمس، إنه "يضع أعضاء فريقنا أقنعة ويمارسون التباعد الجسدي في كل مكان، في الطائرات وفي السيارات وفي الداخل والخارج". أما في ما يخص المناظرة التلفزيونية الثانية بين المرشحَين والمقرر إجراؤها في 15 تشرين الأول/أكتوبر، فقد أكدت ساندرز أن "جو بايدن سيكون موجودا".
وغادر ترامب المستشفى، الليلة الماضية، لفترة وجيزة من أجل إلقاء التحية على أنصاره خارج المستشفى التي يعالج فيهان وقال عبر "تويتر" إنه سيقوم "بزيارة مفاجئة لبعض الوطنيين العظماء في شوارعنا"، وإنه "تعلّم الكثير" عن كورونا، قبل أن يعود إلى مستشفى وولتر ريد العسكري لمتابعة العلاج.