ادانت كل من لجنة المتابعة العليا والحركة الإسلامية (الجنوبية) والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والحزب الشيوعي الإسرائيلي، اليوم الأحد، التفجيرات الإرهابية التي وقعت في كنيستي مار جرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية، والذي تبناهما تنظيم 'ولاية سيناء'، الفرع المصري لتنظيم 'داعش' الإرهابي.
وأصدرت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بيانا أدانت فيه 'الجريمتين البشعتين التي ارتكبتها الأيدي الإرهابية الآثمة ضد أهلنا الأبرياء الآمنين في جمهورية مصر العربية، حيث كان المصلون يؤمون كنيستي مار جرجس في مدينة طنطا والكنيسة المرقسية في الإسكندرية، وسقط فيها عشرات القتلى والجرحى من رواد الكنيستين'.
وجاء في بيان المتابعة أن 'بشاعة الجريمة التي ارتكبت بحق أهلنا المصريين الأقباط تتعاظم عندما نعلم أن الأيدي الآثمة، اختارت أن تنفذ جريمتها في بيوت العبادة وفي اليوم الذي يحتفل به المسيحيون بأحد الشعانين، فسالت دماء عشرات القتلى والمصابين ودموع المتألمين بدل أن ينعم الأطفال والناس بنعمة العيد ويفرحوا بهداياه'.
وأضافت المتابعة في بيانها 'نبعث بتعازينا الصادقة إلى أهلنا في مصر العربية متمنين السلامة والشفاء لجرحى التفجيرين الإرهابيين، ونؤكد أن الجريمة الإرهابية البشعة ارتكبت بحق كل قيمنا وأخلاقنا العربية الإسلامية والمسيحية الأصيلة وبحق إنسانيتنا، وبات هدفها واضحا وهو تفتيت وحدتنا الوطنية العربية وأخوتنا الإسلامية المسيحية في مصر العربية وفِي كل عالمنا العربي'.
ووجهت لجنة المتابعة العليا في بيانها نداء إلى ضرورة التضامن والوحدة بين أبناء شعبنا الواحد، وإلى 'إفشال كل مخططات تقسيمنا إلى طوائف متناحرة وفرق متنازعة، والتمسك بقيم الأخوة والتضامن والتكافل الإنساني والوطني والديني'.
وجاء في بيان الحركة الإسلامية (الشق الجنوبي) أن 'هذا الاعتداء الإرهابي المجرم بحق الأبرياء والآمنين الذين أمُّوا كنائسهم احتفالا بعيد أحد الشعانين عند الإخوة المسيحيين، يعد انتهاكا لحرمة الدماء البريئة ولحرمة المكان كبيت لعبادة الله ولحرمة العيد الذي يفرح فيه الناس ويتهادون الكلام الطيب والمعايدة الحسنة'.
وقال البيان إن 'هذا العدوان الآثم والذي تبنته جماعة داعش الباغية يعد انتهاكا لكل قيمنا الإسلامية والإنسانية، وهو نكث للعهد مع الله تعالى ومع رسوله صلى الله عليه وسلم، الذي أوصى بأقباط مصر خيرا. وأن واجب الحكومة المصرية أن تأمن الناس على أنفسهم وبيوتهم ودور عبادتهم، لا أن تتركهم هملا في يوم عيدهم يتلقون التفجير بأجساد أطفالهم. إن الحكومة التي ولدت بجرم انقلاب عسكري على جثث الأبرياء وقتل المصلين في المساجد والمعتصمين في الساحات ستبقى عاجزة عن القيام بمهامها وتتحمل مسؤولية التدهور الأمني في مصر، فضلا عن الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان واعتقال عشرات الآلاف الأبرياء في سجون المظلمة'.
وأضاف البيان أن 'جرائم الإرهابيين وبطشهم بالناس قد طالت كل أبناء أمتنا باختلاف دياناتهم وطوائفهم ومذاهبهم على السواء، ولكن بات واضحا أنهم بشرهم هذا يستهدفون بشكل خاص في مصر الكنائس وأبناء مصر من الأقباط المسيحيين، بهدف تفريق الشمل الواحد وبث سموم الكراهية والعداوة بين أبناء المجتمع الواحد، ومن هنا فإننا ندعو إلى وحدة صفنا العربي الإسلامي والمسيحي في مواجهة هذه الدسائس، وإلى نبذ الكراهية والطائفية وإلى التعاون والتعاضد لإفشالها، والمحافظة على نسيجنا الوطني والمجتمعي'.
وقدمت الحركة الإسلامية التعازي وقالت 'تعازينا الصادقة لذوي القتلى ودعاؤنا بالشفاء العاجل للجرحى، حمى الله مصر وأهلها من كيد الكائدين وعدوان المعتدين'.
وأدان الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، 'التفجيرات الإرهابية التي وقعت في كنيستين في طنطا والإسكندرية في مصر، وحصدت أرواح عشرات القتلى، وعشرات المصابين.
ويؤكد الحزب والجبهة على أن 'هذا الإرهاب الظلامي، الذي يتفشى كالطاعون في بقاع الأرض، وأساسا في الشرق الأوسط، ما كان سيصمد لولا الدفيئة التي يحظى بها من الإمبريالية والأنظمة الرجعية الظلامية الموالية لها'.
وقال البيان إن 'هذه التفجيرات وقعت في اليوم الذي يحتفل فيه أبناء مصر الأقباط بأحد الشعانين، كانت قد سبقها تفجير في عيد الميلاد المجيد حصد أرواح العشرات، وبهدف واحد، هو دب الرعب في نفوس الشعب المصري، وفي محاولة بائسة لتمزيقه، إلا أن هذا الإرهاب الداعشي يتفشى في كل مكان، ولا يميز، ويطال كل ناحية إنسانية، من كنائس ومساجد وأسواق شعبية وغيرها، ما يدل على أن الهدف ليس إلا سفك الدماء ونشر الخوف في كل مكان'.
وأكد البيان على أن 'هذا الإرهاب من تنظيم داعش وكل التنظيمات الظلامية الإرهابية، ما كان بهذه القوة لولا الدفيئة التي نما عليها من فكر وهابي ظلامي، ودفيئة أمبريالية تغذيه وتدعمه'.
ويدعو الحزب والجبهة، 'كل شعوب المنطقة والعالم، لتضافر الجهود لدحر هذا الإرهاب وداعميه'، وأن 'لا تقع شعوبنا في شرك الطائفية على أنواعها، بين الأديان، وبين طوائف الدين الواحد، فهذا ما يخطط له أعداء الشعوب كي تبقى منطقتنا غارقة في بحر من الدماء، وتبقى شعوبنا ضعيفة لا تقوى على بناء مستقبل حر لأجيالها'.
واختتم البيان بالقول: 'قلبنا مع الشعب المصري، وكافة الشعوب العربية التي تسفك دماؤها يوميا على مذبح الإمبريالية والرجعية الوهابية الظلامية'.