يواجه موقع التواصل الاجتماعي تويتر مشكلة عويصة في ظل نمو ثابت وتراجع الأرباح، ما فتح الأفق في الفترة الأخيرة إلى أنباء حول إمكانية بيع الشركة لمالك جديد قد يكون شركة جوجل في أغلب التكهنات، ما ينقذها من الهلاك الوشيك.يتوقع أن تويتر من جهته سوف يعطي قيمة مضافة لجوجل يمكن أن تعمل على تطويرها من خلال دوره كمنصة إخبارية، حيث تعمل شركة جوجل بشكل مستمر على تطوير العمل في منصات الأخبار وهي القضية التي أوجدت لها حرجا مؤخرا مع الصحف البريطانية بشكل خاص التي اشتكت من تلصص جوجل في جمعها للأخبار والاستفادة منها وهي تتربح إعلانيا. لكن جوجل ردت ببساطة أنها تجلب آلاف النقرات لمواقع تلك الصحف وهو ما لا تحلم به لولا ما تقوم به جوجل من تجميع للأخبار في مكان واحد يساعد المتصفحين في الوصول إليها دون الولوج المباشر لمواقع الصحف؛ كما قالت جوجل انها لا تنشر إعلانات في الجزء المخصص للأخبار. ومن شأن تحالف جوجل وتويتر أن يخدم تطوير الأخبار ومن مصادر غير تقليدية وفي أزمنة قياسية لحظية، دون الانتظار لأخبار جاهزة التعليب أو تأخذ وقتا كما في النظام الحالي لأخبار جوجل. فمستقبل الأخبار في جوجل بعد تويتر سيكون قائما على الخبر اللحظي والعاجل والسريع، إذ يتوقع أن نرى منصة إخبارية غير مسبوقة لجوجل في القريب العاجل إذ ما تمت الصفقة المتوقعة، وهو أقرب الاحتمالات تقريبا. وقد تستطيع جوجل أن تعوض خسائرها في جوجل بلس الذي لم يفلح في منافسة فيسبوك. ولعل ما يعرف بـ real-time news هو نقطة الضعف التي تسعى جوجل لملئها وليس بإمكانها أن تنجزها بنفسها في سريعا، وهذه الصفقة مع تويتر ستحقق لها هذا الطموح وبتكاليف أقل. وإذا حدث ذلك فربما ينجو تويتر من مزيد من الأهوال المقبلة؛ إذ بحسب صحيفة وول ستريت جورنال عدد الأربعاء 5 أكتوبر/تشرين الأول، فإن شركة تويتر تنتظر تقارير الربع الثالث من السنة وبحلول 27 أكتوبر الجاري سوف يتم اتخاذ قرار واضح بشأن مستقبل الشركة، بعد اتضاح الأمر المحاسبي، وتحديد قيمة الصفقة وبالتالي من سيفوز بها؟! يرى مراقبون أن التفاف تويتر حول جوجل سوف يمكنها من التحول لمنصة بأهداف جديدة دون التخلي عن الأساس وإهمال أكثر من 500 مليون من المغردين. وفي الشهر الماضي فور تسرب أخبار حول رغبة جوجل في الشراء، بعد أن طلبت من شركة لازارد للاستشارات أن تساعدها في النظر للاستحواذ على تويتر، كان ان ارتفعت أسهم تويتر بأكثر من 4%. وهناك شركات أخرى كانت كذلك قد أبدت رغبة في شراء تويتر منها سيلفورس، وديزني وهي أيضا قد رفعت أسهم تويتر سابقا، يضاف لذلك حديث عن نية شركة مايكروسوفت الدخول في مفاوضات الاستحواذ. وإذا كانت تويتر تدير قيمة سوقية قدرها 30 مليار دولار في 2013 فقد انخفضت تلك القيمة إلى 17 مليار دولار حاليا وهذا يجعل اتمام صفقة البيع إنقاذا للوضع المالي للشركة التي تعاني في الأرباح والتي لم تستطع أن تنافس الفيسبوك هائل الانتشار والإعلانات والذي يتطور بسرعة. وبالنسبة لديزني فقد تقرر بوضوح هذا الأسبوع إغلاق أمر الشراء نهائيا وفق تقارير نشرت في الإعلام الغربي وحددت أن مصادر مقربة من الشركة قالت إنها قد أوقفت المفاوضات، وقد أدى ذلك صباح الأربعاء الماضي إلى تراجع أسهم تويتر 5% بعد سريان الخبر. وتشير أغلب التحليلات إلى أن الحل الوحيد لإنقاذ الوضع المتدهور للشركة هو البيع لا غير، فمن الواضح أن أسلوب تويتر الحالي لا يوفر الجاذبية العميقة لجلب المزيد من الأرباح على المدى القريب، ما يتطلب سياسة وروحا مختلفة. وقد أكدت وول ستريت جورنال يوم الأربعاء تحديد سقف 27 أكتوبر لقطع التكهنات مع التقرير المحاسبي، ما رفع أسهم تويتر مجددا نهاية اليوم بحوالي 6.5% وكذلك رفع التكهن القوي بأن جوجل هي المالك المقبل لتويتر وفق العديد من التقارير ووسائل الإعلام المهتمة بهذا الموضوع، والسبب يتعلق بإمكانيات جوجل الكبيرة المادية كذلك قدرتها على تسويق الإعلانات بشكل ناجح بجوار منصات بحثها عظيمة الانتشار. في إطار حمى تويتر نفسها فقد صرح الرئيس التنفيذي السابق لشركة ياهو روس ليفنسون أن تويتر لا يمكن له أن يستمر بمفرده وأنه يجب أن يصبح جزءا من شيء أكبر، وفي تقدير روس أن الاحتمالين الكبيرين هما جوجل وشركة آبل. ورأى روس أن تويتر سوف يساعد آبل في تقديم خدمات إخبارية، وبالنسبة لجوجل فسوف يساعدها ذلك على إغواء المزيد من الجمهور لمنصاتها المختلفة في يوتيوب وغيرها. ويضيف أن القيمة السوقية الحالية لتويتر هي 17 مليار دولار وهذا يعني أن حجم الصفقة سيكون بحدود 20 مليار دولار، ولا يعتقد أن سيلفورس سوف تدفع هذا المبلغ أو تقدر على تحمله، حيث تبلغ قيمتها السوقية 45 مليار دولار، خاصة أن الأمر يتعلق بشركة تعاني مثل تويتر. كما علق حول ديزني أنه لا يرى أن بإمكانها أن تنفق مبلغ 20 مليار دولار ثمنا للصفقة، برغم من تحركها لشراء تويتر. ولكن ماذا بشأن آبل، فثمة من يرى أن تفعيل آبل لحسابها على تويتر في منتصف سبتمبر الماضي، والذي هو مسجل أصلا من 2012 قد يحمل دلالة قوية أن آبل قادمة للاستحواذ على تويتر، وأرادت أن تضع بصمة لذلك، مبكرة. لكن لا أحد يعرف ما الذي سيحدث في 27 أكتوبر.