من هو جلال عرار؟
جلال عرار هو ابن المرحوم عبد الحافظ عرار - ابو غازي، من مواليد سنة 1968، كان شابًا خلوقًا مؤدبًا وخدومًا، شابًا مثاليًا بمعنى الكلمة، أحبّه كل من عرفه لحسن خلقه وآدابه واحترامه للغير، كبيرًا وصغيرًا.
أنهى دراسته الثانوية في ثانوية الطيرة، ثم سافر عام 1987 لدراسة طب الأسنان في ايطاليا، درس اللغة الايطالية ، ثم بدأت مسيرته في دراسة الطب عام 1988.
ومع انتهاء العام الدراسي الأول عاد إلى البلاد لقضاء العطلة الصيفية، دون أن يعلم بأن ذلك آخر المشوار في حياته.
بعد بضعة أيام من عودته إلى البلاد، بتاريخ 23/7/1989، رافق شقيقه الصغير الذي كان يبلغ الـ 12 عام انذاك، في رحلة نظمت من قبل مخيم صيفي في جلجولية، إلى منطقة تل ابيب، وعند وصولهم إلى بحر تل ابيب أقبل الصغار على البحر بسرعة، وانتبه جلال أنّ عدة أطفال قد جرّتهم المياه إلى وراء كاسر الأمواج فقفز إلى المياه مسرعًا باتجاههم, وقد عُرِفَ ببراعته بالسباحة واتقانها، وأخرج من المياه 6 اطفال ورفعهم فوق كاسر الأمواج وبعدها وعلى ما يبدو خارت قواه ولم يخرج من المياه.
بدأ الجميع بالاستغاثة وأسرع العديد من الاشخاص الذين تواجدوا على شاطئ البحر للبحث عنه، وانقضت 30 دقيقة تقريبا، وإذا بشخصان يخرجاه من البحر جثة هامدة، ورغم محاولات إنعاشه إلا أنّ قضاء الله قد قرر مصيره ، وانتقل الى رحمة الله تعالى
ووقع خبر وفاته كصاعقة على القرية بأكملها، وبكاه الكبار والصغار الأهل والأصحاب وكل من عرفه.
سُمِّيَ آنذاك المركز الجماهيري "المتناس" الذي اقيم به المخيم الصيفي في حينه على اسمه تخليدًا وتعظيمًا لعمله البطولي ووضعت في النادي يافطة تحمل اسم "مركز جلال عرار الرياضي" ولكن للأسف تمت ازالتها بإحدى الترميمات في المركز.
لقد رأينا ومن واجبنا تعريف الجيل الجديد على الشاب جلال وعمله، الذي ضحّى بحياته من أجل انقاذ الآخرين، وبذلك يستحق منّا ذكره بكل خير وقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة .