طرحت كل من الولايات المتحدة وروسيا مشروعي قرار متناقضين في مجلس الأمن الدولي حول فنزويلا. ودعا المشروع الأميركي إلى تنظيم انتخابات رئاسية وتيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها في البلد الغارق في أزمة إنسانية وسياسية، فيما قدمت روسيا مقترحاً بديلاً، كما أفاد دبلوماسيون الليلة الماضية. وفي موازاة ذلك، أعلن كولونيل فنزويلي انشقاقه عن الرئيس نيكولاس مادورو، وأعلن ولاءه لرئيس المعارضة، خوان مادورو، الذي تسعى أميركا وحلفاؤها إلى تنصيبه رئيسا للبلاد.
وينصّ مشروع القرار الأميركي على أنّ مجلس الأمن يبدي "تأييده الكامل للجمعية الوطنية باعتبارها المؤسسة الوحيدة المنتخبة ديموقراطياً في فنزويلا"، وأن مجلس الأمن يبدي "قلقه العميق إزاء العنف والإفراط في استخدام القوة من جانب قوات الأمن الفنزويلية ضد المتظاهرين السلميين غير المسلحين".
ودعا نص المشروع الأميركي إلى "الشروع فوراً في عملية سياسيّة تؤدّي إلى انتخابات رئاسيّة حرّة ونزيهة وذات مصداقية، مع مراقبة انتخابية دوليّة، وفقاً لدستور فنزويلا"، وطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بحسب النص الأميركي، "استخدام مساعيه الحميدة للمساعدة في ضمان إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وذات مصداقية".
لكنّ واشنطن لم تعلن حتى الساعة متى ستطلب إحالة مشروع القرار هذا إلى التصويت، وهي تواصل مشاوراتها بشأنه مع بقية أعضاء المجلس، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي.
وبحسب مصدر دبلوماسي آخر فإنّ روسيا، الداعمة للرئيس مادورو، لن تتوانى عن استخدام حق النقض "الفيتو" لمنع صدور أي قرار يطعن بشرعيته ويدعو لتنظيم انتخابات رئاسية في فنزويلا. وقالت مصادر دبلوماسية عديدة إنّ موسكو قدّمت، أول من أمس الجمعة، "نصّاً بديلاً" لمشروع القرار الأميركي.
وينص مشروع القرار الروسي على أن مجلس الأمن يبدي "قلقه" إزاء "التهديدات باستخدام القوة ضد سلامة أراضي فنزويلا واستقلالها السياسي"، ويندّد أيضاً بـ"محاولات التدخّل في مسائل تتعلق أساساً بالشؤون الداخلية" لهذا البلد.
ويدعو النص الروسي إلى "حل الوضع الراهن عبر وسائل سلمية" ويؤكّد دعم مجلس الأمن "لكل المبادرات الرامية إلى إيجاد حلّ سياسي بين الفنزويليين بما في ذلك آلية مونتيفيديو" على أساس حوار وطني.
وكانت مجموعة اتصال دولية أطلقت الجمعة خلال أول اجتماع لها في مونتيفيديو دعوة لإجراء "انتخابات رئاسية حرّة وشفافة وتتمتع بالمصداقية"، مؤكّدة في الوقت عينه رفضها "استخدام القوة".
وبحسب مصدر دبلوماسي فإنّ مشروع القرار الروسي ليس له أي فرص لأن يرى النور إذا ما طرح على التصويت لأنّه لن يحوز على أكثرية الأصوات التسعة اللازمة لإقراره.
وأرسلت واشنطن مساعدات انسانية إلى فنزويلا بناء على طلب غوايدو، الذي أعلن نفسه، في 23 كانون الثاني/يناير، رئيساً للجمهورية بالوكالة واعترفت به نحو 40 دولة في مقدّمتها الولايات المتحدة. وتكدّست المساعدات الأميركية الموجهة الى فنزويلا في مستودعات على الحدود في كولومبيا، في حين توعّد مادورو بمنع دخولها إلى بلاده.
وفي هذه الأثناء، أعلن الكولونيل في سلاح البرّ، روبن ألبرتو باث خيمينيث، أمس، أنّه لم يعد يعترف بسلطة مادورو، وأنه سيخضع منذ الآن فصاعداً لسلطة غوايدو.
وقال خيمينيث في شريط فيديو بثّ عبر شبكات للتواصل الاجتماعي "أنا ما عدت أعترف بمادورو رئيساً وأعترف بخوان غوايدو رئيساً انتقالياً وقائداً أعلى للقوات المسلّحة الوطنية". وأضاف "نحن غير الراضين نشكّل 90% من القوات المسلّحة ويتم استخدامنا لإبقائهم في السلطة"، في إشارة إلى حكومة مادورو.
والأسبوع الماضي أعلن الجنرال في سلاح الجو، فرانشيسكو يانيز، انشقاقه عن سلطة مادورو وولاءه لغوايدو، وذلك في شريط فيديو بث على مواقع التواصل الاجتماعي. ويومها سارعت القوات الجوية إلى نشر صورة للجنرال مشطوبة بالاحمر وكتبت فوقها كلمة "خائن".
وفي مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس، أول من أمس، قال غوايدو إنّه مستعد لكل شيء، بما في ذلك للسماح بتدخل عسكري، لطرد مادورو من السلطة.