قال قائد الشرطة الهولندية، فلبرت باوليسين، اليوم الأربعاء، إن ثلاثة روسيين وأوكراني وجهت لهم اتهامات بالقتل على خلفية إسقاط رحلة الخطوط الجوية الماليزية رقم 17 في يوليو/ تموز 2014 والذي أسفر عن مصرغ 298 شخصا.
وحدد باوليسن أسماء الروس: إيغور غيركين وسيرجي دوبينسكي وأوليغ بولاتوف، والأوكراني ليونيد خارشينكو، كمشتبه بهم في إسقاط الطائرة، وأعلن أن محاكمتهم سوف تبدأ في مارس/ آذار 2020.
وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن فريق التحقيق في ملابسات إسقاط الطائرة الماليزية عام 2014 في أجواء أوكرانيا، ينوي اليوم الأربعاء، الكشف عن المسؤولين عن إسقاط الطائرة، والبدء بملاحقات قضائية ضدهم.
وكان فريق التحقيق نفسه أعلن في وقت سابق أن الطائرة التي كانت تقوم بالرحلة "أم.اتش 17" سقطت نتيجة إصابتها بصاروخ أطلقته وحدة روسية في أجواء شرق أوكرانيا حيث يتواجد الانفصاليون الأوكرانيون.
وسيعمد المحققون أولا إلى إبلاغ أسر الضحايا بمعلوماتهم، ثم يعقدون مؤتمرا صحافيا للكشف عن "تطورات التحقيق".
وبعد ما يناهز الخمسة أعوام على المأساة، سيكون هذا الأمر أول كشف منذ أيار/ مايو 2018، عندما أعلن الفريق الدولي للتحقيق المشترك، بقيادة هولندا، أنه تأكد أن الصاروخ الذي أسقط الطائرة قد أطلقه اللواء الروسي 53 المضاد للطائرات المتمركز في كورسك في غرب روسيا.
وكانت طائرة البوينغ للخطوط الجوية الماليزية، التي انطلقت من أمستردام متوجهة إلى كوالالمبور، أسقطت أثناء طيرانها فوق منطقة النزاع المسلح في شرق أوكرانيا الانفصالي الموالي لروسيا، في 17 تموز/ يوليو 2014. ولقي الركاب ال 283، الذين كان 196 منهم هولنديا، وأفراد الطاقم ال 15، مصرعهم.
ووجهت هولندا وأستراليا، التي كان 38 من رعاياها بين الضحايا، اتهاما صريحا لروسيا بأنها مسؤولة عن مقتل رعاياهما بعدما كشفه الفريق الدولي للتحقيق المشترك. وللمرة الأولى، تُعزى المسؤولية عن هذه الكارثة إلى موسكو التي أنكرت بشدة أي تورط، وألقت باللوم على كييف.
وأعلنت نائبة وزير الخارجية الأوكرانية، أولينا زركال، لوكالة أنباء "إنترفاكس" الأوكرانية، الثلاثاء، بأن أسماء أربعة من المشتبه بهم، ستُكشف، بينهم مسؤولون روس كبار. وقالت "ستُكشف الأسماء، وستبدأ ملاحقات"، موضحة أن محكمة هولندية "ستبدأ عندئذ العمل في هذه القضية".
واعتبرت زركال أن نقل أسلحة مثل "منظومة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز "بي. يو. كاي"، "أمر مستحيل من دون إذن من كبار المسؤولين" في الجيش الروسي.
في الأسبوع الماضي، تصدر كلام الفريق الدولي للتحقيق المشترك، المؤلف من محققين من أستراليا وبلجيكا وماليزيا وهولندا وأوكرانيا، العناوين الكبرى لوسائل الإعلام عندما أعلن أنه سيكشف في مؤتمر صحافي في الساعة 13:00 بالتوقيت المحلي (11:00 ت غ) من يوم الأربعاء، عن "آخر تطورات التحقيق" في تحطم الطائرة من دون تقديم تفاصيل إضافية.
وما زالت المأساة موضوعا بالغ الحساسية في هولندا، التي لم يخف رئيس وزرائها، مارك روتي، أن القبض على الجناة وإحالتهم إلى القضاء، واحد من أهم أهدافه في الحكومة.
وفي المقابل، كانت قد ذكرت مجموعة "بلينكات" للتحقيقات الصحافية، أنها ستكشف أيضا، الأربعاء، عن أسماء "الأفراد المرتبطين بتدمير الطائرة"، موضحة أن تحقيقاتها "مستقلة تماما ومنفصلة عن التحقيق" الرسمي.
وقال رئيس تجمع عائلات المنكوبين، بيت بلوغ، الجمعة، وقد فقد ثلاثة من أقربائه في الحادث، "أتوقع تقديم معلومات جديدة مهمة. وهذا يعني أن التحقيق يحرز تقدما". وأضاف في تصريح لتلفزيون "إن. أو. أس" الهولندي العام، "هذا تمهيد لمحاكمة قادمة".
ويمكن أن تجري المحاكمة في هولندا. ففي عام 2018، صدق النواب الهولنديون على اتفاقية موقعة مع أوكرانيا لبدء أي إجراءات قانونية محتملة ضد الأشخاص المسؤولين عن الكارثة في هولندا. ومن الممكن مع ذلك، أن يحاكم المشتبه بهم غيابيا، لأن روسيا لا تسلم مواطنيها الذين يحاكمون في الخارج.
وكان قد أدى تحطم الرحلة "أم.أتش17" إلى زيادة تدهور العلاقات بين روسيا والدول الغربية، التي كانت في أدنى مستوياتها بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014 واندلاع الصراع في الشرق مع الانفصاليين الذين توجه إلى روسيا تهمة دعمهم، لكنها تنفي ذلك.
وبعد ما كشفه المحققون عن الأصل الروسي للصاروخ، حث الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي موسكو على الاعتراف بـ"مسؤوليتها". ثم دعا وزراء مجموعة السبع روسيا في تموز/ يوليو إلى "الاعتراف بدورها" في القضية، قائلين إن التحقيق أدى إلى استنتاجات "مقنعة" و"مقلقة للغاية" حول تورطها.
وتعهد المحققون بأن يدرسوا "بعناية" تأكيدات روسيا بشأن الكارثة، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن معلومات قدمتها في وقت سابق، مثل ظهور طائرة مقاتلة أوكرانية على صور الرادار بالقرب من طائرة الخطوط الجوية الماليزية، قد ثبت أنها "غير صحيحة".