تخطّت حصيلة وفيات فيروس "كورونا" المستجد، حول العالم، اليوم الأربعاء، 20 ألفا، منذ انتشار الجائحة.
وسجلت إيطاليا وحدها اليوم 683 وفاة جديدة بالفيروس.
والإثنين، بلغت حصيلة وفيات كورونا 5 ألفا، ما يعني أن أكثر من 5 آلاف شخص توفوا بالفيروس خلال اليومين الماضيين فقط.
وحسب آخر إحصائية، نشرها موقع "روي لاب ستاتس"، توفي 7503 بالفيروس في إيطاليا، و3281 في الصين، و3486 في إسبانيا، و2077 في إيران.
انتقادات لمنظمة الصحة العالمية
وتواجه منظمة الصحة العالمية التي استهدفتها انتقادات في الماضي حول مبالغتها في التحرك أو في التساهل خلال أوبئة كبرى، اتهامات جديدة بالتأخر في التحذير من فيروس كورونا المستجد.
وتطلق المنظمة التي أنشئت في عام 1948 وتعد من أقوى وكالات الأمم المتحدة بموظفيها البالغ عددهم نحو سبعة آف شخص في العالم، التوصيات بخبرتها، لكنها تبقى مرهونة بإرادة الدول وهذا لا يمنع من توجيه انتقادات لها باستمرار.
فبعد إنفلونزا "إتش1أن1" في عام 2009 الذي كان أقل خطورة مما يعتقد، اتُّهمت بالمبالغة في رد فعلها تحت ضغط المختبرات الصيدلانية وإعلان حالة الوباء، مما أدى إلى إنتاج كميات هائلة من الأدوية.
وبعد ذلك واجهت اتهامات خلال وباء إيبولا الخطير في غرب إفريقيا في عام 2013، بأنها أساءت تقدير حجم الأزمة منذ البداية. وبعد إصلاح أصبحت المنظمة قادرة على التحرك بسرعة وفاعلية أكبر كما تفعل حاليا في جمهورية الكونغو الديموقراطية التي تواجه منذ 2018 وباء لإيبولا.
وأدى ظهور فيروس كورونا المستجد في نهاية كانون الأول/ديسمبر في الصين إلى عودة الانتقادات.
وكما حدث في 2013 لكن بدرجة أقل، اتهمت المنظمة بالتأخر في التحذير وفي إرسال خبراء على الأرض والتردد قبل أن تصف الوضع بالوباء وتخفق في تنسيق الرد الدولي.
وتساءل مدير معهد الصحة الشاملة في جامعة جنيف، أنطوان فلاهو: "هل هناك قائد أوركسترا في مواجهة فوضى كوفيد-19؟
وبينما يظهر توافق دولي على إغلاق المدارس والمحلات التجارية ونشاطات أخرى، وعلى فرض الحجر على مدن ومناطق بأكملها، لم تذكر منظمة الصحة العالمية متى يفترض أن تدخل هذه الإجراءات حيز التنفيذ في كل بلد ولا وفق أي تسلسل.
وكتب فلاهو في نشرة "ذي لانسيت" الطبية: "تلتزم منظمة الصحة العالمية الصمت بشكل غريب (...) بشأن كل هذه المسائل العملية".
وفي مقابلة نشرت في منتصف آذار/ مارس في مجلة "فورتشن"، قال الموفد الخاص للمنظمة، ديفيد نابارو، إنه يتوقع أن يرتفع العدد إلى "مليار إصابة في حزيران/ يونيو"، إذا واصل الوباء انتشاره بالوتيرة الحالية.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت حالة طوارئ دولية. لكن التعبئة في العالم لم تبدأ إلا بعد وصفها الوضع بالوباء في 11 آذار/ مارس.
وكان فيروس كوفيد-19 قد انتشر في أوروبا حيث تسبب بوفاة أكثر من 630 شخصا في إيطاليا. ومنذ ذلك الحين توفي أكثر من 18 ألف شخص في العالم وفرض حجر على أكثر من ثلث سكان الكرة الأرضية وتوقفت قطاعات اقتصادية كاملة، لكن البعض يرون أن المنظمة تأخرت في إطلاق التحذير لتجنب إغضاب الصين الناشطة في مختلف هيئات الأمم المتحدة.
ورأى أستاذ الصحة العالمية في جامعة دريكسل، جو أمون: "مع أنه من المعترف به بشكل واسع أن رد الصين كان مخالفا للشفافية إذ إن الحكومة قللت من عدد الإصابات واستخدمت الترهيب ضد المبلغين، أشاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بشفافية بكين".
ورأى أن المنظمة وبهذه الطريقة "أشارت إلى أن الوباء قد لا يكون على درجة كبيرة من الخطورة".
ورأى آخرون وبينهم منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أن تـأثير بكين دفع منظمة الصحة العالمية إلى أن تتجاهل إلى حد كبير عواقب الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الصين، في مجال حقوق الإنسان.
وفي جنيف، رفض مدير المنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، كل هذه الانتقادات مؤكدا أنه "لا يعتبر أي شيء يصدر عن الدول ضغطا".
بدورها، قالت الخبيرة في اللقاحات في المنظمة، آن لينستراند في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن "إغضاب الصين منذ البداية عبر التشديد على الإخفاقات كان سيشكل خطأ".
ويرى خبراء أيضا أن أنه كان على الصين إطلاق التحذير قبل منظمة الصحة العالمية عند تسجيل الإصابات الأولى في تشرين الثاني/ نوفمبر وليس في نهاية كانون الأول/ ديسمبر.
وقال عالم الأوبئة في جامعة أدنبره، رولان كاو: "لو علمنا في ذلك الحين أن شيئا ما يحدث لكان ذلك أحدث فرقا هائلا"، لكن المديرة في مركز الصحة الشاملة في معهد الدراسات الدولية العليا والتنمية في جنيف، سوري مون، رأت أن منظمة الصحة العالمية "لا تستطيع إجبار الحكومات على اتباع توصياتها لأن الحكومات لم تمنحها هذا النوع من الصلاحيات".
ولا تصدر المنظمة توصيات محددة إلى الدول لكن مديرها العام الطبيب الخبير بالملاريا ووزير الصحة السابق في بلده إثيوبيا، يجري اتصالات منتظمة مع رؤساء الدول والحكومات.
وحتى مساء الأربعاء، أصاب الفيروس أكثر من 452 ألف شخص في العالم، توفى منهم ما يزد عن 20 ألفًا، بينما تعافى أكثر من 113 ألف.
وأجبر الفيروس دولًا عديدة على إغلاق حدودها، تعليق رحلات الطيران، فرض حظر تجول، تعطيل الدراسة، إلغاء فعاليات عديدة، منع التجمعات العامة وإغلاق المساجد والكنائس.