كتب محرر موقع شبكة "ذا فيرج" لأخبار التكنولوجيا، أندرو ليبتاك، أمس الأحد، مقالا تناول فيه إحدى غارات الجيش الإسرائيلي خلال عدوانه على قطاع غزة المحاصر على مدار الأيام الماضية، لفت فيه إلى نقطة في غاية الأهمية تثير تساؤلات حول مستقبل ردود الأفعال العسكرية تجاه الهجمات السيبرانية.
وأشار ليبتاك إلى ادعاء الجيش الإسرائيلي، أنه "أحبط" مساء أمس الأحد، هجوم سيبراني حاولت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، من خلاله السيطرة على منظومات أنظمة محوسبة قال إنها مدنية. حيث قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، رونين منليس، إنه تم استهداف المبنى الذي شكل مقر الوحدات السيبرانية لفصائل المقاومة بغارة جوية.
ولفت الخبير في شؤون التكنولوجيا، إلى أنه يُعتقد أن هذه الغارة هي الأولى من نوعها، حيث أنه لم يسبق لجيش نظامي أن يثأر من هجوم إلكتروني بعنف مادي فعلي.
وقال ليبتاك إن الجيش الإسرائيلي، لم يُعلن عن هدف الهجوم الإلكتروني بالتفصيل، معتبرا أن البنية التحتية لشبكة القرصنة التي أعدتها فصائل المقاومة "لم تكن معقدة"، إلا أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ادعى أن "حماس لم تعد لديها قدرات سيبرانية" بعد الغارة.
ورغم أن ليبتاك حافظ على موقف قد يكون أقرب لدعم التصعيد الإسرائيلي ضد القطاع المحاصر، إلا أنه أشار إلى أن هذه الغارة الإسرائيلية بالتحديد، تثير "تساؤلات جدية" (مخاطر) حول ما الذي ستعنيه بالنسبة لأحداث مشابهة حول العالم، فهي المرّة الأولى التي يقوم بها جيش نظامي (تابع لدولة)، بالرد على هجوم إلكتروني بضربة عسكرية فورية خلال "نزاع نشط"، أي خلال معركة.
ونبه الكاتب إلى أنه بحسب القانون الدولي والأعراف الدولية، فإنه في حال أرادت دولة ما، الرد على أي هجوم، فيجب عليها الرد بما يتناسب مع الأول في الحجم والقوة، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال أعلن إيقاف الهجوم الإلكتروني قبل قصف المبنى، ما يعني أنه لم يكن هناك مبرر للقصف.
وتساءل المستشار المستقل للأمن السيبراني والخصوصية والباحث المساعد في مركز التكنولوجيا والعلاقات العامة في جامعة أوكسفورد البريطانية، لوكاسز أولجنيك، في مقابلة مع موقع "زي دي نيت" للأخبار التكنولوجية، عن مبرر الاحتلال في قصف المبنى الذي زعم أنه احتوى على البنى التحتية السيبرانية التابعة لحماس.
وحذر أولجنيك من تبني الدول لهذا "التوجه" التفجيري كرد فعل أساسي على الهجمات الإلكترونية.