ألقى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الجمعة، خطابًا في المنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس السويسرية، استهجن فيه نظام التجارة العالمي واعتبره ظالمًا لبلاده، في حين قوبل بصافرات الاستهجان عندما هاجم الصحافة، لا سيما تقرير صحيفة "نيويورك تايمز".
وقال ترامب في خطابه إن شعار "أميركا أولًا" الذي يستعمله لا يعني أميركا وحدها، وقال إنه يضع "أميركا دائما في المقام الأول، تماما مثلما يتعين على باقي قادة الدول الأخرى أن يضعوا بلدانهم في المقام الأول"، مستدركًا بالقول إن "ذلك لا يعني أن أميركا ستبقى لوحدها".
وأضاف ترامب أنه "حينما يتحقق النمو بالولايات المتحدة الأميركية، فإن العالم كذلك ينعم بالنمو"، وقال مراقبون إن ترامب يتحدث عن هذه الأمور كرجل أعمال وملياردير، وليس كرئيس لأكبر اقتصاد في العالم.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن ترامب لم يبتعد كثيرا عن ترديد أحد مواقفه الاقتصادية المفضلة لديه، وهو كون نظام التجارة الحرة العالمي لم ينصف في أحيان كثيرة الولايات المتحدة الأميركية.
وقال ترامب في هذا السياق إنه "لا يمكن أن تكون لدينا تجارة حرة ومفتوحة إذا كانت بعض البلدان تستغل النظام على حساب بلدان أخرى"، مضيفًا: "ندعم حرية التجارة، لكن يجب أن تكون عادلة ومتبادلة، لأنه في نهاية المطاف تضعفنا جميعا التجارة غير العادلة. لن تستمر الولايات المتحدة في غض الطرف عن الممارسات السياسية غير العادلة".
وحول الاتفاق النووي مع إيران، لفت ترامب إلى أن بلاده عرقلت مساعي طهران للحصول على سلاح نووي، معربا في الآن نفسه عن التزام بلاده "بألا تعود أفغانستان ملاذا آمنا للإرهابيين".
وقال ترامب في هذا الصدد إن "الولايات المتحدة تعيش نموا اقتصاديا كبيرا والعالم يشهد بذلك ومنفتحون على الاستثمارات"، مفتخرًا بكونه منذ وصوله للحكم، تم خلق 2.5 مليون فرصة عمل.
وفي ساعة متأخرة الخميس، سعى ترامب، خلال لقاء مع مديرين تنفيذيين أوروبيين، إلى إيصال الرسالة نفسها، قائلا إنه "إذا لم تكن من المشجعين لشركتك أو بلدك فذلك لن ينجح".
وبدأ، اليوم الجمعة باعتذار نادر، من الرئيس الأميركي، على إعادة نشر تسجيلات فيديو لمجموعة بريطانية يمينية متطرفة، مسيئة للمسلمين.
وقال، في مقابلة مع الصحافي بيرس مورغان، مقدّم برنامج "غود مورنينغ بريتن" (صباح الخير بريطانيا) أُجريت في دافوس، ونُشرت، اليوم الجمعة، "إذا كنت تقول إنهم أشخاص رهيبون وعنصريون، فسأعتذر بالتأكيد إذا رغبتم في ذلك".
وأثار ترامب غضبًا في بريطانيا، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عندما أعاد نشر ثلاثة تسجيلات فيديو مناهضة للمسلمين، كانت قد نشرتها جايدا فرانسن نائبة زعيم حزب "بريطانيا أولًا" الذي أدين في 2016 بارتكاب مضايقة دينية بالغة بحق مسلمة.
ونفى ترامب التقارير الإعلامية التي أفادت بأن ترامب أراد إقالة المدعي الخاص، روبرت مولر، الذي يتولى التحقيق في ملف التدخل الروسي بالانتخابات الأميركية وعلاقة حملة ترامب المحتملة بروسيا، ووصفها بكلماته الشهيرة "أخبار كاذبة".
وقال ترامب، أمام صحافيين، عند وصوله لإلقاء كلمته أمام المنتدى، "أخبار كاذبة وهذا سلوك معتاد من "نيويورك تايمز"... أخبار كاذبة".
وكشفت "نيويورك تايمز"، في تقرير خاص، اليوم الجمعة، أن ترامب، أمر في حزيران/ يونيو الماضي، بطرد مولر، لكنه تراجع عن ذلك في نهاية المطاف، بعد أن هدد المستشار القضائي للبيت الأبيض، دونالد ماكغان، بالاستقالة.