انطلقت من العاصمة الإماراتية أبوظبي الاثنين أول رحلة جوية حول العالم باستخدام طائرة تعمل كليا بالطاقة الشمسية.
وأعلن قائدا الطائرة، التي تحمل اسم (سولار إمبلس 2)، في تغريده على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي عن اقلاع الطائرة صباح اليوم الاثنين في الساعة 03:15 صباحا بتوقيت غرينتش من أبو ظبي.
وأعلن برتراند بيكارد وأندريه بورشبيرج، قائدا الطائرة في مؤتمر صحفي الأحد ان الطائرة سوف تطوف حول العالم، وهي تعمل بشكل كلي بالطاقة الشمسية بدون استخدام قطرة وقود واحدة.
وأوضحا أن الرحلة ستستغرق خمسة أشهر ستعبر خلالها الطائرة المحيط الهادئ والأطلسي وتتوقف في 12 محطة، قبل العودة إلى العاصمة الإماراتية مطلع شهر آب/ أغسطس المقبل.
وخلال الفترة بين آذار/ مارس وآب/ أغسطس المقبل، سيتبادل بيكارد وبورشبيرج قيادة الطائرة في محاولة للطيران حول العالم دون استخدام وقود نهائيا، وسيتم الاستفادة من التغطية الإعلامية الكبيرة التي ستصاحب الرحلة للترويج لأهداف المبادرة الداعية للاعتماد على الطاقة النظيفة.
وقال برتراند بيكارد: “تمثل (سولار إمبلس) تجسيدا لقضية سامية، إذ وجدت الحلول التكنولوجية التي تمكن طائرة من الطيران ليلا ونهارا من دون وقود”، مشيرا إلى “الإمكانات التي يمكن تحقيقها من خلال تكنولوجيا مماثلة، بصورة واقعية وفي حياتنا اليومية، من حيث توفير الطاقة والحد من انبعاثات الكربون، وقد يكون عام 2015 العام الذي سنتمكن فيه من المطالبة والإسهام في تحسين نوعية حياتنا جميعاً”.
وأضاف: “هناك مطلب واحد نريد من الجميع الاتفاق عليه: وهو اتخاذ إجراءات ملموسة من أجل مستقبل مستدام. وكلما نجحنا في جمع المزيد من الأصوات، ستكون رسالتنا أقوى، وسوف يشكل كل صوت فرقا في سعينا نحو دمج التكنولوجيا المتجددة كجزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية”.
ويعتقد بيكارد وبورشبيرج أن الوقت قد حان “لإبراز الإمكانيات الكبيرة لتكنولوجيا الطاقة النظيفة، ويحتاج الأمر إلى إرادة سياسية كبيرة.. ويتمثل الهدف الأساسي من هذه المبادرة العالمية في إقناع قادة العالم وصنّاع القرار الرئيسيين لاتخاذ خطوات فاعلة وتدابير ملموسة لرسم وتفعيل سياسات تؤدي إلى مستقبل أكثر استدامة للجميع″.
وكانت الطائرة قد وصلت إلى أبوظبي في الثامن من كانون ثان/يناير الماضي لبدء التحضيرات اللازمة للرحلة، وتمّ خلال الشهرين الماضيين تجهيز الطائرة وإجراء سلسلة من التدريبات والاختبارات. كما حلقت الطائرة في سماء أبوظبي ضمن عدة رحلات تجريبيّة استعدادا للانطلاق في رحلتها حول العالم.
وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الدولة الإماراتي للصحفيين بأبوظبي “تنطلق الطائرة (سولار إمبلس 2) غدا (الاثنين) لتحمل معها طموحاتنا وتطلعاتنا ببناء مستقبل مستدام. وإذ نتمنى السلامة والنجاح للطاقم وللرحلة، فإننا نتطلع لاستقبالها عند عودتها إلى أبوظبي في الصيف المقبل لنحتفل جميعا بهذا الإنجاز العلمي والتاريخي”.
وأضاف “تسعى مبادرة الطائرة “سولار إمبلس″ إلى تحفيز وتوحيد جهود الأفراد والمؤسسات والدول والمنظمات لتشجيع استخدام التكنولوجيا النظيفة، قبل انعقاد قمة باريس للمناخ في شهر ديسمبر المقبل، والتي سيتم خلالها وضع بروتوكول كيوتو الجديد للمناخ”.
وتابع : “يمتلك العالم مسؤولية مشتركة تتطلب التعاون الجاد من أجل الوصول لمستقبل مستدام. وتشكل هذه الحملة، التي أطلقتها “سولار إمبلس 2″ مع بدء رحلتها حول العالم، إحدى الوسائل التي ستساعدنا على تحقيق أهدافنا المشتركة والوصول لغد أفضل”.
وتم اختيار عدد من الشخصيات المؤثرة كسفراء لهذه المبادرة، واشتملت القائمة على سياسيين وحكوميين وضمت الدكتور سلطان الجابر وزير الدولة الإماراتي، الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو، ونائب الرئيس الأمريكي السابق آل جور بالإضافة إلى رجل الإعمال والمغامر ريتشارد برانسون والمخرج الشهير جيمس كاميرون