قبل ثماني سنوات، دخل الاقتصاد الأميركي في حالة ركود تام.. سوق الإسكان في الولايات المتحدة الأميركية تحطمت، ظهور مشكلة الرهن العقاري، أسواق الائتمان ضبطت، وانهار القطاع المصرفي. العمال خسروا وظائفهم، وقطاع الأعمال أخذ منحى انحدارياً، وكان الأميركيون يفقدون الأمل، ما جعل الأمور تصبح أكثر تعقيداً وسوءاً.
بالنسبة للكثيرين، تعد لحظة إعلان بنك ليمان براذرز إفلاسه في 15 سبتمبر 2008، لحظةً حاسمة في تاريخ القطاع المصرفي الأميركي، وواحدة من أكبر الزلازل المالية في تاريخه، غير أن ذكرى الأحداث الهامة التي سبقت وتلت هذا اليوم "الأسود" كما وصف حينها تلاشت أمام وهلة الكارثة.
هذه اللحظات التاريخية التي أحدثت انقلاباً في مسار الاقتصاد العالمي من عام 2007 حتى عام 2009 وثقها موقع " Business Insider " في تقرير مفصل اطلعت عليه "العربية.نت"، بدءاً من التقارير الأولية عن تخلف سداد تسليفات الرهن العقاري، مروراً بانهيار بنك ليمان براذرز إلى خطة الإنقاذ الثانية للمجموعة الأميركية الدولية.
فما هي الأحداث الأكثر رعباً التي طبعت مرحلة الأزمة المالية العالمية؟
• 8 شباط 2007: بنك اتش اس بي سي يعلن أن مخصصات الديون قد "انفجرت" بسبب حالة الركود في سوق الإسكان في الولايات المتحدة الأميركية، ما دفع الأفراد للجوء إلى الرهن العقاري بعد التخلف عن سداد الأقساط الشهرية المتوجبة.
• 2 نيسان 2007: أولى عمليات الإفلاس في مؤسسات مصرفية متخصصة في الولايات المتحدة الأميركية، بعد التخلف عن سداد تسليفات الرهن العقاري الممنوحة للمدينين.
• 21 حزيران 2007: قيام ميريل لينش ببيع أصوله في اثنين من صناديق التحوط "بير ستيرنز"، نتيجة خسارة المليارات من الدولارات على الرهانات العقارية عالية المخاطر.
• 9 أغسطس 2007: جمّد بنك بي أن بي باريبا سحب 2.2 مليار دولار من أموال ثلاثة صناديق استثمار بسبب أزمة الرهن العقاري. في ظل التبخر الكامل للسيولة في قطاعات معينة في الولايات المتحدة الأميركية والذي جعل من المستحيل تقييم بعض الأصول بغض النظر عن جودتها أو تصنيفها الائتماني. البورصات تتدهور أمام مخاطر اتساع الأزمة، والمصارف المركزية تتدخل لدعم سوق السيولة.
• 4 سبتمبر 2007 : سعر الفائدة بين البنوك يصل إلى 6.7975 % وهو أعلى مستوى له منذ ديسمبر عام 1998.
• 24 أكتوبر 2007: ميريل لينش، شركة خدمات تمويلية عالمية، تعلن خسارة فصلية بـ 8.4 مليار دولار، وهي الأكبر في تاريخها، وذلك بفضل أزمة الرهون العقارية عالية المخاطر.
• 31 أكتوبر2007: ميريديث ويتني، محللة مالية، قالت إن مجموعة سيتي غروب تضطر إلى خفض توزيعات أرباحها.
• أكتوبر- نوفمبر 2007: العديد من المديرين التنفيذيين ساهموا في اندلاع الأزمة المالية. ستان اونيل Stan O'Neal في ميريل لينش إلى جانب Chuck Prince في سيتي غروب قرار الخروج سوياً. وأونيل وحده خرج بحصة ضخمة تبلغ 161.5 مليون دولار.
• 11 ديسمبر2007: لجنة السوق المفتوحة (FOMC) يقلل من سعر الفائدة على الأموال الاتحادية إلى 4.25% وخفض سعر الائتمان الأساسي إلى 4.75%.
• 16 مارس 2008: جي بي مورغان يشتري بنك "بير ستيرنز" بـ 2 دولار أميركي للسهم، وهو سعر متدن جداً ،علماً أن مجلس الاحتياطي الاتحادي موّل الصفقة، عبر توفير 30 مليار دولار.
• 2008: شركات التأمين مثل MBIA، بدأت بالانهيار. وتواردت معلومات أن مدير صندوق التحوط "بيل أكمان" جعل إجمالي استثماراته نحو مليار دولار في فترة قصيرة جداً.
• 7 سبتمبر 2008: وزارة الخزانة الأميركية تضع المجموعتين العملاقتين في مجال تسليفات الرهن العقاري "فريدي ماك" و"فاني ماي" ( الضامنتان لنصف الرهون العقارية في الولايات المتحدة) تحت الوصاية طيلة الفترة التي تحتاجانها لإعادة هيكلة ماليتهما.
• 14 سبتمبر 2008: بنك أوف أميركا يستحوذ على ميريل لينش Merrill Lynch مقابل 50 مليار دولار.
• 15 سبتمبر 2008: بنك "ليمان براذرز" لم يتمكن من العثور على مشترٍ، وانتهى به المطاف لإعلان إفلاسه.
• 16 سبتمبر 2008: للمرة الثانية فقط في التاريخ، وزع صندوق سوق المال ما قيمته نحو 1 مليار دولار. وبلغ نحو 140 مليار دولار تم سحبه من حينها حتى تاريخه.
• 17 سبتمبر 2008: الاحتياطي الاتحادي والحكومة الأميركية تؤممان بفعل الأمر الواقع أكبر مجموعة تأمين في العالم "AIG " المهددة بالإفلاس عبر منحها مساعدة بقيمة 85 مليار دولار مقابل امتلاك 9.79% من رأسمالها.
• خريف 2008: عمالقة القطاع المصرفي مثل " Washington Mutual " و " Wachovia " بدأت بالاختفاء تدريجياً ، ثم يتم شراؤها من قبل بنوك أخرى مقابل مبالغ ضئيلة بالدولار الأميركي.
• 29 سبتمبر 2008: مجلس النواب الأميركي يرفض خطة الإنقاذ في حالات الطوارئ المقترحة بنحو 700 مليار دولار. وبورصة وول ستريت تنهار 788 نقطة بعد ساعات قليلة من فرز الأصوات مباشرة.
• 3 أكتوبر 2008: الكونغرس يوافق على خطة إنقاذ البنوك بقيمة 700 مليار دولار، ولكن لا يزال تراجع الأسهم بشكل مستمر يثير مخاوف المستثمرين من أن خطة الإنقاذ لن تكون كافيا.
• 8 أكتوبر 2008: الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك ينقذ " AIG" للمرة الثانية على التوالي مقابل 37.8 مليار دولار.
• 13 أكتوبر 2008: وزير الخزانة هانك بولسون يجلس مع تسعة رؤساء تنفيذيين للبنوك الكبرى. وفقاً للاجتماع، اتخذت الحكومة الاتحادية قراراً بشأن انهيار الأسهم في وول ستريت. وبلغت حزمة الإنقاذ الإجمالية نحو 2.25 تريليون دولار، وهو أعلى مما كان مقررا عند 700 مليار دولار.
• 15 أكتوبر 2008: شهدت سوق الأوراق المالية يوماً "جهنمياً" آخر، حيث هبطت 733 نقطة (7.9%).
• 11 ديسمبر 2008: المكتب القومي للأبحاث الاقتصادية (NBER ) يعلن أن الاقتصاد رسمياً يمر في حالة ركود.
• 17 فبراير 2009: الرئيس الأميركي أوباما يوقع على قانون الانتعاش وإعادة الاستثمار الأميركي عام 2009.
• نوفمبر 2008 – ربيع 2009: لا تزال الأزمة المالية والعمل في شلل تام. في نهاية المطاف "داو جونز" يهوي إلى 6547.05 يوم 9 مارس 2009، مسجلاً أدنى مستوى له منذ أبريل 1997.
• البنوك تواصل جني الخسائر، يقابله متطلبات رأسمال أعلى.
• في نهاية المطاف، بعد عمليات الإنقاذ غير العادية التي قام بها مجلس الفيدرالي والكونغرس، بدأ الاقتصاد يتعافى ببطء.