تعتبر عدد من الدول الأوروبية أن السمنة المفرطة هي إعاقة في ظروف خاصة، حيث قضت محكمة العدل الأوروبية بأنها تعتبر إعاقة جسدية في ظروف معينة لا يستطيع فيه الشخص أن يتحرك من مكان الى آخر ويبقى طريح الفراش لا يتحرك.
وفي أغلب المجتمعات العربية أو الغربية يعاني كثير من المرضى من السمنة المفرطة الذي يترتب عليه الإصابة بأمراض خطيرة منها على سبيل المثال الإصابة بمرض السكر وأمراض القلب وصعوبات في التنفس وأنواع معينة من السرطان والفصال العظمي. وفي إحصائية أعدها معهد التنمية لما وراء البحار البريطاني، أشار خلالها الى أن عدد المصابين بـ"السمنة المفرطة" في الدول المتقدمة حوالي 560 مليون نسمة خلال الفترة ما بين عامي 1980 و2008، بزيادة قدرها 75%.
وتأتي زيادة نسبة الإصابة بمرض السمنة المفرطة في الشرق الاوسط بدرجة كبيرة، ثم تليها أمريكا اللاتينية والصين والمكسيك في الفترة ما بين 1980 الى 2008 كما حددها التقرير. بينما أثبتت دراسات في الولايات المتحدة الأمريكية أن نسبة الوفيات بسبب مرض السمنة المفرطة حوالي 265.000 في العام الواحد وفي الاتحاد الاوروبي حوالي مليون شخصًا تقريبًا.
ويجب أن نؤكد أن هناك فرق بين السمنة والسمنة المفرطة، فالشخص الذي يعاني من السمنة المفرطة هو الشخص الذي يزيد نسبة الدهون في جسمه عن 45 كيلو جرام فيما أكثر، وتتمثل أعراضها في صعوبة تحرك الشخص من مكان الى أخر، أو أن يشعر بالتعب عند ممارسة أي مجهود، كأن يتحول الانتقال من غرفة نومه الى الحمام الى معاناة لهذا الشخص. وحدد الأطباء عدة أسباب تؤدي الى السمنة المفرطة، ومنها العادات اليومية غير الصحية من خلال تناول أطعمة بها نسبة كبيرة من السعرات الحرارية وليس لها أي قيمة غذائية كالوجبات السريعة.
كما تعد البيئة غير الصحية مرتع كبيرا للاصابة بمرض السمنة المفرطة، من حيث استبدال أشياء مفيدة للجسم ومنها رياضة المشي بركوب السيارات والاعتماد على الوجبات السريعة دون الالتزام بنمط غذائي صحي يفيد الجسم ولا يعرضه الى الاصابة بها. فيما رأى البعض الأخر أن الإصابة بمرض السمنة المفرطة قد يكون بسبب وراثي في الجينات مما يؤدي الى سهولة الاصابة بالمرض بشكل سريع.
وقد حذر القرآن الكريم من قبل من مرض السمنة المفرطة وسبق العلم الحديث والاطباء في قوله تعالى: "يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين". كما حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاسراف في الاكل في حديثه "ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان فاعلا لا محالة، فثلث طعام، وثلث شراب، وثلث لنفسه".
وكما حدد الأطباء أسباب الإصابة بمرض السمنة المفرطة حددوا أيضا طرق العلاج على النحو الاتي: إما عن طريق العلاج بتغير نمط المعيشة أو العلاج باستخدام الأدوية أو العلاج عن طريق التدخل الجراحي لإنقاص الوزن، كما شدد الأطباء على ممارسة الرياضة بصفة يومية للوقاية من المرض واتباع نظام غذائي صحي والابتعاد عن الأغذية ذات السعرات الحرارية العالية، والإكثار من تناول الخضروات والفاكهة الصحية لننعم بحياة صحية لا تكون السمنة المفرطة جزءا منها