في الفنّ أشكال واختصاصات وإبداعات متميّزة ومختلفة والفن ذاته موهبة لكنها تحتاج الى الاحتراف كي يتمّ اتقانها على أكمل وجه. وفي بلادنا لا يزال مجال الرسم محدودًا بسبب تجاهل الراعين والداعمين لهذا المجال، وقلّة الميزانيّات المخصّصة لهذا المجال، إلا أننا فخورون جدًا بأسماء لامعة في هذا العالم الذي يحمل الحس المرهف والخاص.

وفي الفنّ أيضا نجح الرسّام شادي ياسين – إبن قرية كفر مندا بأن يضع بصمة هامّة ومميّزة، وذلك لاختياره عالم الأطفال، ليبدع في لوحاته ورسوماته في هذا المجال.

الرسّام شادي طه ياسين يبلغ من العمر 36 عاما، درس بداية في كليّة تل إيل، ومن ثمّ أكمل تعليمه الفن في ألمانيا، وعاد إلى البلاد ليكمل مسيرته التي أحبّها وعشقها منذ صغره، حيث قال في حديثه لمراسلنا: "موهبة الرسم تجلّت منذ أن كان عمري 9 سنوات، وعندما قرّرت إكمال تعليمي الأكاديمي اخترت المجال الذي أحبّه جدّا، وذلك كي استطيع أن أبدع في مجال عملي – لا أن أرضي من حولي، وفعلا فأنا اليوم راضٍ تماما عمّا أقدّمه، وكلّ من حولي أيضا راضون".

وعن تخصّصه في رسومات الأطفال، قال: "هنالك الكثير من أنواع الرسم المتعارف عليه محليّا ودوليّا، ومن بين هذه الأنواع اخترت أنا بأن أتقن رسم رسومات الأطفال بالزيت والرصاص، واختياري موضوع الأطفال ذلك لأن الطفولة تعني الكثير، فهي حياة بدون التزامات وبعيدة عن كلّ الهموم اليوميّة، هي متعة وأجد نفسي في هذا المكان، في هذا الاختصاص لذلك أبدع به جيّدا".

الدمج بين الموهبة والتعليم

وردّا على ؤسال مراسلنا حول انتشار الرسّامين – دون الشهادات الأكاديميّة، يرى ياسين أنّ ليس من الخطأ أن يقوم كلّ مبدع خلاق بأن يعرض مواهبه في الرسم، وأن يعمل على تنمية هذه الموهبة وصقلها، إلا أن هذه الموهبة لا يمكن احترافها إلا عندما يصل لمرحلة يدرك فيها أهميّة تعلّم الرسم في التعليم العالي، وفي هذه المرحلة لا يمكن للرسام أن يمارس موهبته إلا بعد احتراف الرسم، وحتّى تصبح بالنسبة له مهنة، ففي الرسم يجب البحث دوما عن التجديد، ومن أجل ذلك يجب احتراف الرسم.

وأشار ياسين أنّه اليوم عضوا في جمعيّة إبداع التي يترأسها جورج توما، وهي جمعيّة تدعم كل من يرغب بالتقدّم في موضوع الرسم، خاصة وأنّ الرسامين في بلادنا وضعهم لا يشجّع كثيرا، فهنالك إمكانيّات محدودة جدّا، والرسامين بحاجة إلى دعم خارجي – كون الدعم الداخلي محدود جدّا، فلا توجد ميزانيات تدعم الرسم في البلاد.

وفي رسالة وجّهها ياسين"، قال: "أدعو كل من يريد التقدم بالرسم من الموهوبين، يمكنه التوجه لي، او من خلال صفحتي في الفايسبوك، ويمكنه عرض رسوماته لي، وأنا بدوري سأقوم بمرافقته وإرشاده حتّى يصل إلى مستوى رائع، ولكلّ من لديه هذه الموهبة في الرسم، أقول له، أنّه عليه أن يبدأ من نفسه، من خلال العمل على تطوير هذه الموهبة، ومن ثم بدء مرحلة احتراف الرسم وتعلّم المهنة". وفي النهاية دعا ياسين جمهور محبّي الرسم لحضور المعرض الذي سيقام بتاريخ 21-2-2013 في مركز محمود درويش الثقافي في الناصرة، والذي سيتخلّل عروضا رسوميّة لطلابه، تحت عنوان "أقلام الرصاص"