قررت إسرائيل يوم أمس مع خروج يوم السبت اليهودي ان الضابط الذي قيل بان المقاومة الفلسطينية قد اسرته في منطقة كرم ابو سالم لم يعد على قيد الحياة وانه ميت وقام الحاخام العسكري وقائد القوى البشرية في الجيش بابلاغ عائلته بهذا القرار .
على ماذا استندت إسرائيل في قرارها هذا الذي اتخذ تمام الساعة 23:25 من ليلة" السبت" ؟ قبل هذه اللحظة بساعات عقد الحاخام العسكري الرئيسي الجنرال "رافي بيرتس" محكمة خاصة ومستعجلة مكونة من حاخامين إضافيين فيما وضعت المسؤولية "الشرعية " عن تحديد وضع الضابط المفقود على عاتق رئيس الحاخامية العسكرية العميد الحاخام "ايلي كريم" الذي يمثل خلال عقد من الزمان اعلى سلطة " شرعية دينية" في الجيش وهو صاحب خلفية توراتية غنية وصاحب ماضي قتالي حيث خدم في عدة وحدات مختارة حسب موقع nrg “ العبري صاحب التقرير المنشور اليوم " الأحد ".
وأضاف الموقع ان المعطيات التي عرضت أمام المحكمة الشرعية الخاصة كانت قليلة لكنها واضحة حيث عرض على المحكمة فحص DNA تم جمع عيناته ومكوناته من بعض الأغراض والمتعلقات الشخصية التابعة للضابط المفقود والتي احضرها ضابط اخر شرع فور وقوع العملية بمطاردة المجموعة الفلسطينية داخل النفق.
وجدت بقع من الدماء على هذه المتعلقات الشخصية وبعض الأجزاء التي تم نقلها لدفنها وقبل ذلك تم تحويل كل الموجودات إلى دائرة التشخيص التابعة للحاخامية العسكرية التي جمعت خلال يوم السبت أجزاء الأحجية وتحققوا من عائدية الأغراض والمتعلقات الشخصية وقرروا بأنه من الناحية الباثولوجية يوجد احتمالية عالية بان يكون الضابط بين الأموات.
وقال مصدر رفيع في الحاخامية العسكرية " من الناحية الشرعية فان عملية تحديد وضع " هدار " كميت ليست معقدة كثيرا كونه أعزب لكن لو تعلق الأمر بجندي متزوج لاختلف الأمر لان هذه الحالة تحتاج إلى تأكيد مطلق لا يقبل الشكل بأنه ميت ولان عكس ذلك سيتم إعلان زوجته امرأة ناشز أو متروكة في حالات الجنود المتزوجين كما حدث على سبيل المثال مع الجنود الذين قتلوا في تحطم المروحية في رومانيا أجرت الحاخامية العسكرية استشارات شرعية واسعة النطاق وتم استدعاء الحاخام الأكبر لإسرائيل في ذلك الوقت " شلومو عمار" لكن الحاخام الأكبر لم يتم استدعائه في حالة الجندي " ارون شاؤول" والضابط " هدار غولدين " لان الحالة الشرعية في الحالتين المذكورتين لم تكن معقدة لهذه الدرجة ".
مصدر آخر في الحاخامية العسكرية وصف بالرفيع قال ان الحاخام العسكري الرئيسي لجنرال " بيرتس" يعمل في هذه الفترة " الحرب على غزة " بتوجيهات من رئيس الاركان والمستوى السياسي على اتخاذ قرارات تتعلق بتحديد موت الجنود باسرع ما يمكن.
وجاء في بيان الناطق العسكري الذي صدر الليلة الماضية بان قرار الحاخامية العسكرية اتخذ بناء على دراسة المتعلقات الشخصية التي وجدت في الميدان واعتبارات دينية وطبية وعوامل اخرى ذات علاقة .
وتضم عبارة " عوامل أخرى ذات علاقة " تحت سقفها ليس فقط الصورة الاستخبارية التي أكدت موت الضابط والجندي شاؤول بل يبدو أن هذه العبارة تشمل أيضا الحاجة الإستراتيجية لاتخاذ قرارات سريعة تحرم حماس من الإمساك بأوراق مساومة " إستراتيجية " من شانها ان تغير وجه المعركة قال المصدر الرفيع .
وأضاف " لم نر خلال الحروب السابقة قرارات تحدد موت الجنود وتتخذ بهذه السرعة خلال اقل من 24 ساعة وجميعنا نعرف المفقودين من معركة السلطان يعقوب الذين بقوا " أحياء " رسميا رغم كل المعلومات الاستخبارية و لا زال الجيش يصنفهم كمفقودين لكن يبدو ان الجيش فهم هذه المرة ضرورة استكمال جمع أجزاء " الأحجية "بسرعة وبشكل فوري وانه يجب الاهتمام بالعوامل والاعتبارات الإستراتيجية إلى جانب الاعتبارات الطبية والدينية".
وقال الحاخام العسكري السابق" افيحايرونتسكي" في حديث أجراه مع موقع nrg ان عملية اتخاذ القرارات الخاصة بهذا الشأن خضعت لعملية إصلاحات لزيادة نجاعتها بما يضمن سرعة اتخاذ القرار خلال العملية العسكرية الجارية حاليا في غزة وذلك لحاجتنا إلى إحباط مخططات حماس بأسرع ما يمكن.
وأضاف الحاخام "من الواضح لماذا نقوم بذلك، فلو قررنا بان " ارون شاؤول" مخطوف او مفقود لأثر ذلك على المعركة وغير وجهها بشكل مطلق وهنا يوجد حاجة لرسم صورة كاملة وعميقة لحقيقة الوضع قدر الإمكان والاهتمام بالاعتبارات الدينية والطبية والسياسية والقانونية والشرعية إلى جانب الاستخبارية أيضا حتى نتخذ القرار بأسرع وقت ممكن ".