فنان يُجسد رحلة النزوح من الشجاعية بالمجسمات
19/10/2014 - 22:51
رجل عجوز يرتدي ملابس مُترهلة ويُمسك بيده "عكازًا" خشبيًا يتكئ عليه، وبجواره زوجته المُسنة، فيما يسير الأبناء من خلفهم، وإلى جانبهم امرأة تحمل طفلاً على صدرها تارة وتُمسكه بيدها تارة أخرى، وتسير بجوارها فتاة في مُقتبل العمر، وبدا عليهم التعب والإرهاق الشديدين.
مشهدٌ لعائلة فلسطينية نزحت وتركت منزلها قصرًا تحت وطأة القصف البري والجوي الإسرائيلي كمئات العائلات التي نزحت لنفس السبب من حي الشجاعية شرق مدينة غزة خلال العدوان على قطاع غزة، وعادت فلم تجد الحي الذي تعيش فيه لأن البطش الإسرائيلي حوله لركام.
هذا الواقع المرير لتلك العائلة المكلومة جسده بشكل دقيق الفنان إياد صباح المحاضر في كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصى، عبر مجسمات غير مألوفة كثيرًا لدى كثير من الفنانين، مصنوعة من مادة "فيبر جلاس" والطين الأحمر وشوالات فارغة.
ووضع الفنان صباح تلك العائلة المصنوعة من مُجسمات وعددها سبعة أفراد، في أرض فارغة كانت مسرح لعمليات الجيش الإسرائيلي مقابل منازل مُدمرة وسط حي ارتكب به العديد من المجازر بالشجاعية، الذي تعرض لأبشع المجازر خلال العدوان، ما أدى لارتقاء عشرات الشهداء وتدمير مئات المنازل.