نظمت جمعية اقرأ لدعم التعليم في المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني بالتعاون مع مؤسسة يوسف الصديق لرعاية السجين ندوة تحت عنوان "صرخة أسير" شارك فيه العشرات من الطلاب والأهالي من مختلف بلدات الداخل الفلسطيني .
وأقيمت الندوة في المركز الثقافي في بلدة كفركنا حيث تولى العرافة الطالب الأكاديمي من جمعية اقرأ أويس كتيلات الذي قدم المشاركين الذي ألقوا محاضرات مختلفة ومتنوعة تتحدث عن الأسير ومعاناته ومراحل اعتقاله وشهادة أسير.
وخلال كلمته قال الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية ورئيس لجنة الحريات والأسرى في معرض كلمته: "منذ عام 1967 حتى عام 2015دخل من شعبنا الفلسطيني الى المعتقلات الاسرائيلي 580 ألف ما بين اسير وأسيرة ، هذا الرقم له تفصيلات من ضمنه هناك 15 ألف أسيرة دخلت الى المعتقلات الاسرائيلية ، هناك عشرات آلاف الأطفال الذين دخلوا الى هذه السجون ، يستوقفني رقم خلال مسيرة اسرى واسيرات الحرية استشهد 206 شهداء اما تحت التعذيب في السجون واما بناء على اوضاع صحية خطيرة فأكرموا بالشهادة رحمة الله عليهم".
وأكد أنه ومنذ انتفاضة الاقصى عام 2000 دخل الى السجون الاسرائيلية الى 65 ما بين وزير من شعبنا الفسطيني أو نائب من نواب المجلس التشرييعي الفلسطيني ، وأيضًا منذ انتفاضة الاقصى هناك 24 ألف أمر اعتقال اداري من الذين دخلو السجون بناء اعتقالات ادارية بمعنى دخلوا السجون بلا تهمة ولا ادانة ، دخل السجون هكذا بأوامر من المخابرات تحت ما يسمى الملعلومات السرية".
الأسير المحرر أمير نفار الذي قضى في السجون الاسرائيلية 6 سنوات روى تفاصيل الاعتقال ومراحل التحقيق حتى صدور الحكم وأسهب في الحديث عن صرخات الاسير وأوجاعه حيث قال: "إنّ الاسير هو جزء من الشعب الفلسطيني ، هو الاسير المسلم الذي رفض كل أنواع الاحتلال، رفض احتلال الارض ، هو ذلك المجاهد الذي رفض احتلال المبادئ والفكر والأخلاق، هو المسلم الذي عندما نظر الى هذا الاحتلال تيقن أن منطق القوة لا يقابل الا بمنطق القوة ، يستحيل أن يجابه منطق القوة بقوة المنطق وبالكلام ، فكان لا بد له من الحركة وكان لا بد له من العمل ، فهو الرقم الصعب امام هذا الاحتلال ، فدخل اسيرا وقدر الله سبحانه وتعالى ان يقع أسيرًا في أيدي الاحتلال الاسرائيلي في أيدي هذه المؤسسة ، فهو انتقل من احتلال الى احتلال ومن مؤسسة الى مؤسسة اخرى ، من مؤسسة صهيونية الى ادارة سجون ، نفس الاداة ونفس الوجوه ولكن بأساليب أحيانا تكون أشدّ وأبشع وأكثر إيلامًا ".
المحامي بدر إغبارية ، قال في كلمته : "إنّ إسرائيل سنت قانونا في سنوات ال90 ، يقضي قعدم اعتقال أي إنسان بدون أيّ سبب قانوني وبعد هذا القانون صدر قانون سنة 1996 اسمه قانون الاعتقالات وحقوق الاسرى ، هذا القانون نفسه يميّز بشكل واضح وصريح بين معتقل جنائي وبين معتقل بتهم أمنية".
وأضاف: "عندما يتم اعتقال شخص بتهمة جنائية يتم التحقيق معه قبل كل شيء عن طريق الشرطة ، فيخبره الشرطة بالتهمة المنسوبة له ويقول له المحقق أن له الحق أن يستشير محام أو أن يلتقي مع محامي ، ويقول له أيضًا أن له الحق أن يجيب على الاسئلة ويعطي افادة وله الحق أن يمتنع عن الاجابة ، كل هذه الحقوق التي يتمتع بها المعتقل الجنائي محروم منها المعتقل الامني ".
وقال إنّ المحقق في القضية الأمنية لا يعرف نفسه أمام المعتقل الذي حقق معه بالاسم فجميع محققي المخابرات الذين يحققون مع المعتقلين الأمنيين لهم كنية ، فهم لا يعرفون باسهم أمام المعتقل ، فلا يقول له أن له الحق أن لا يجيب أو أن يلتقي بمحام وأكثر من ذلك لا يخبره بالتهمة أو انهم يشكون به في قضية ما ".
وفي محاضرة ألقاها د. الشيخ رائد فتحي شقيق الأسير ظافر جبارين ، قال: "إنّ اسرانا أسرى فلسطين وأبطالنا قد كسرو كل الارقام العالمية في الصبر والثبات سواء كان ذلك في معركة الامعاء الخاوية في معناها الجماعي أو سواء ان ذلك في الاضراب في معناه الفرديّ فقد ضربوا مثلا ظلّ معلقا لفترة غير بعيدة ، الا أن اسرى فلسطين أبوا الا أن يبقى اسمهم معلقا وحدة هناك في قبة السماء على انهم يقارعون محتلا يرى في نفسه انه الشعب المختار وأن له الحق السيادة وأن له حق استعباد باقي الشعوب من حوله، حاؤلاء الأبطال يستحقون منا هذا اللقاء ولقاءات أخرى كثيرة".
وتخلل الندوة عرض لفيلم الورقة الرابحة والذي تدور قصته عن المعاناة التي يواجهها الأسرى داخل اسجون والمعتقلات الإسرائيلية إضافة الى عرض لأنشودة " صامدين" من انتاج مؤسسة يوسف الصديق ومؤسسة الأندلس للفن والأدب والتي تم انتاجها بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني .