أكد المشاركون في الاجتماع المنعقد في قرية 'عتير- أم الحيران' المهددة بالهدم على ضرورة تصعيد النضال من أجل اقتلاع القرية لإقامة
مستوطنة يهودية، واكد النائب جمال زحالقة أن لا مناص تصعيد النضال بما في ذلك إغلاق المفارق وشل حركة السير.
وعقد مساء اليوم في قرية عتير- أم الحيران، المهدّدة بالهدم في النقب، اجتماع بمشاركة أهالي القرية مسلوبة الاعتراف مع القوى الوطنية
ومؤسسات المجتمع المدني وناشطين سياسيين بهدف بحث طرق التصدّي لقرارات الهدم التي صادقت عليها المحكمة الإسرائيلية العليا.
وعلى الرغم من اعتراف الدولة بأن أهالي أم الحيران، نقلوا إلى أراضيهم بأمر من الحاكم العسكري في العام 1956، بعد أن هُجّروا من أراضيهم
في وادي 'زبالة' القريب من مدينة رهط، إلّا أن المحكمة وافقت على قرار هدم القرية بهدف بناء مستوطنة يهودية مكانها تدعى 'حيران'.
وفي حديثه خلال الاجتماع، قال المتحدّث باسم قرية أم الحيران، رائد أبو القيعان، إن 'أهالي قرية عتّير- أم الحيران ذاقوا مرارة التهجير على يد
قوّات الجيش الإسرائيلي أكثر من مرة، حيث في العام 1956 حصلت آخر مساومة بين الإسرائيليين وأهالي القرية، حيث حصلوا على الأراضي
التي يسكنونها اليوم بدلاً من الأراضي التي اقتلعتهم منها الدولة في العام 1948'.
وأضاف أبو القيعان: 'في عام 2001 قدّمت اللجنة المحلية بمشاركة جمعيات المجتمع المدني والمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، خطّة
للاعتراف بقرية عتّير- أم الحيران، وفي أعقابها أوصت لجنة البناء والتخطيط في بئر السبع المحكمة العليا بالاعتراف بقرية عتّير- أم الحيران'.
وتابع أنه 'في العام 2004، حصلت الفاجعة الكبرى مع صدور أوامر الهدم للقرية بدون طرح أي بديل للقرية وسكّانها الذين سيتم تهجيرهم. توجّهنا
للمكاتب الحكومية عدة مرّات وبلا أي رد. وعام 2006 خرج مخطّط «تطوير» شمالي النقب، ولم تذكر فيه أم الحيران كقرية عربية، وذكرت حيران
كمدينة يهودية مكانها'.
وتابع: 'استمر أهالي القرية بالنضال السياسي والقانوني، وفي 2011 صدر قرار بإلغاء الاعتراف بالقرية، والاعتراف بحيران يهودية. أي تهجير
القرية وبناء قرية حيران اليهودية'.
وتابع: نحن اليوم في وضع حرج، ولدينا رسالة علينا إيصالها للجماهير اليهودية والعربية قبل السلطات. نحن أصحاب حق في هذه الأرض
باعتراف رسمي من إسرائيل ذاتها، في حال خسرنا نضالنا في أم الحيران سيخسر الجميع في الجليل والمثلث والمدن المختلطة. نضالنا اليوم على
هويتنا العربية وانتمائنا لشعبنا، يريدون اقتلاعنا من أراضينا وإلغاء هويتنا، هذا ما يريدونه'.
أمّا رئيس اللجنة المحلية، خليل أبو القيعان، فقال إن 'أهالي قرية عتّير- أم الحيران لا يرفضون أن يعيشوا سوية مع اليهود في مدينة حيران التي
ستبنيها الدولة ويندمجون فيها، لا مانع لدينا في الحياة مع جيراننا الجدد، وما نريده هو البقاء في أماكننا'.
وأضاف أن 'طلبنا من الجماهير والمؤسسات والمسؤولين أن يستمروا معنا في مشوارنا للحفاظ على أم الحيران وأن يساندوننا في قضيتنا التي
أمضينا فيها سنوات ومستمرين'.
وفي حديثه، اقترح النائب د.جمال زحالقة، وضع أهداف عينية والمباشرة في العمل على تحقيقها، وقال إن 'نتفق أن لا خيار أمامنا إلّا النضال، لم
نأتي لنحتج، بل لنمنع هدم قرية أم الحيران، وهذا قد يتطلّب منّا مرونة، أو شل لحركة السير جميعها في البلاد'.
وأضاف: 'علينا أن نكون جاهزين لكل شيئ، هدفنا الأساسي هو منع الهدم. ونحن نعي أن صمودنا في هذه المعركة سينقذ آلاف البيوت، الدفاع عن
أي بيت في أم الحيران هو الدفاع عن أي بيت في البلاد'.
وتابع: نحن اليوم في نزاع مع الحكومة، هم يريدون أن يهجّروا ونحن نقول لن نرحل، وفي أم الحيران نقول لن نرحل ثانية. لن نرحل إلّا إلى أرضنا
الحالية التي هجّرونا منها، وهذه رسالة واضحة للحكومة وغيرها. نحن نعم عقلاء ومستعدون للحديث، ولكننا مستعدون للجنون على أن نرحل من
أراضينا'.
وخلص إلى القول إنه 'بالنسبة لنضالنا في هذه القضية كل شيئ مفتوح، إغلاق شوارع شل حركة السير والاستلقاء وسط الشوارع، مستعدين لجميع
هذه السيناريوهات جميعاً'.
واقترح زحالقة أن 'يتم توسيع الحملة، والتوجّه لكل جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني للمشاركة، وأن نرمي بثقلنا الموحّد في هذه المعركة. وأن
نكون مستعدين للمواجهة في الوقت الملائم. عليهم أن يفهموا أن نكبة ثانية لن تحصل في النقب، بالإضافة إلى مظاهرة في بئر السبع للبدء بالترويج
وتهيئة الرأي العام'. واقترح زحالقة أن تكون هناك مظاهرات على مفارق الطرق خلال الأسبوع والأسبوع القادم.