أسفرتْ عمليات المسح والفحص المخبري الذي أجراه خبراء وزارة حماية البيئة على شواطئ عكا- عن اكتشاف تركيز عالٍ لمادة الزئبق، بمستويات تفوق معدلات حافة الخطر بستة آلاف ومئتي ضعْف!
وتم اكتشاف هذه المعدلات الفائقة الخطورة على مقطع الشاطئ القريب من مصنع للكيماويات كانت تتسرب منه في الماضي مواد سامة، من بينها مادة الزئبق.
وعلى الرغم من كون هذا المقطع من الشاطئ غير مصرّح للسباحة، إلاّ أنه متاح ومفتوح أمام الناس، وكثيرًا ما يلهوا الأولاد وذووهم الذين يقصدون هذا المكان، بالرمال وحتى بالمياه- مع الإشارة إلى أن
أدبيات وتعليمات منظمة الصحة العالمية تفيد بأن العرّض لمادة الزئبق، حتى لو كانت بكميات ضئيلة، كفيل بالتسبب بمشاكل صحية خطيرة، ويشكل خطرًا على تطوّر الأجنّة لدى النساء الحوامل.
وتوجه خبراء وزارة البيئة إلى المسؤولين في البلدية وفي وزارة الصحة، مطالبين بوضع لافتات على الشاطئ المذكور، تحذّر المواطنين من المخاطر المحدقة. كما توجهوا إلى وزارة الزراعة، مطالبين
بأن تعلن عن حظر صيد الأسماك في تلك المنطقة، بعد التأكد من وجود كميات عالية من الزئبق في الأسماك التي جرى اصطيادها قبالة الشاطئ، وطالبوها كذلك بتسييج الشاطئ.
وزارة الزراعة: القضية قيد المعالجة!
وأفاد متحدث بلسان وزارة البيئة بأن مصنع الكيماويات الكائن على شاطئ عكا، كان يحتوي على كميات كبيرة من المواد الشديدة الخطورة التي لم يجر التعاطي معها بالشكل اللازم، مما أدى إلى تبخّر
جزء منها في الهواء، وتسرّب جزء آخر إلى باطن الأرض، وإلى مياه البحر. وفي العام 2003 وقع في المصنع انفجار هائل أدى إلى دماره.
وعقب مسؤول في وزارة الزراعة على هذا الموضوع بالقول أن التنسيق جارٍ مع المسؤولين في وزارة الصحة لمعالجة هذه القضية ” على أكمل وجه، وفي أسرع وقت”- على حد تعبيره.
وبالمقابل، أفاد مسؤول في وزارة الصحة، بأن يجري التنسيق مع وزارتي البيئة والداخلية في موضوع الشاطئ ” الزئبقي”!