"دقيقة صمت" على من اخترع "دقيقة الصمت"
25/11/2015 - 12:34
قد لا يوجد أحد منا لم يصادفه طلب الوقوف دقيقة صمت سواء في المدرسة أم في العمل... حدادا على أرواح شهداء وطنه أو بعد كارثة طبيعية وحدوث هجمات إرهابية كالتي حدثت مؤخرا في باريس وبيروت. وجميعنا امتثل لطلب الوقوف دون أي يعلم لماذا دقيقة الصمت ومن أين جاءت هذه الفكرة. وبالحقيقة هناك روايات وقصص متضاربة تروي قصة دقيقة الصمت الأولى في العالم وإلى ماذا ترمز وكيف أصبحت تقليدا عالميا.
إحدى هذه الروايات يقول: "دقيقة الصمت هو تقليد فرنسي بامتياز، بحكم أن فرنسا هي أول بلد أقرها بتاريخ 25 أكتوبر 1919 حين كانت البلاد تستعد لتخليد الذكرى السنوية الأولى للنصر على ألمانيا في الحرب العالمية الأولى في عهد الرئيس ريموند بوين كاري". وأريد حينها من هذه الاحتفالات بنصر الحلفاء وهزيمة ألمانيا نشر الصخب والحماس الزائد، بل وقيل "الشماتة والتشفي" أيضا بألمانيا.
ورواية أخرى تفند الأولى وتقول إن "فكرة دقيقة الصمت من أجل الحداد جاءت باقتراح من الصحفي الأسترالي إدوارد جورج هوني في خطاب وجهه لعدة صحف عالمية في مايو من العام 1919. طالبهم بها بالصمت من أجل ضحايا الحرب العالمية الأولى. وكان إدوارد يفكر في الصمت لمدة خمس دقائق، لكن ذلك اعتبر وقتا طويلا جدا، فتم تبني الفكرة لكن بالصمت لمدة دقيقة. وما يعنيه الوقوف دقيقة صمت هو الاحترام لروح الفقيد وإعطاء الوقت من أجل تلاوة الصلوات والأدعية على روحه والتأمل في الفاجعة".
بينما ما هو متعارف عليه أن دقيقة الصمت اكتسبت صفة رسمية مع الذكرى السنوية الأولى لتوقيع معاهدة فرساي وهزيمة ألمانيا، وذلك عندما بعث صحفي أسترالي رسالة إلى الملك البريطاني جورج الخامس، يطلب فيها تخفيف الطابع الاحتفالي للمراسيم المخلدة، وإبراز الجانب المأوساي في الحرب والويلات التي خلفتها. وقد تجاوب الملك مع الرسالة إيجابا، فأصدر في السابع من نوفمبر 1919 مرسوما بالوقوف دقيقة صمت في كل أنحاء البلاد في مستهل الاحتفالات التي تقام كل سنة في 11 نوفمبر، أي في نفس اليوم الذي وُقعت فيه معاهدة فرساي.