كرّس الرئيس الأمريكي براك أوباما حديثه الإذاعي الأسبوعي الذي يوجهه للشعب الأمريكي للدفاع عن موقفه إزاء التدخل العسكري في سوريا، مشيرا إلى أن السكوت عن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية من شأنه "أن يؤثر في الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية."
استهل أوباما حديثه بكلمات عاطفية حيث قال إن ما يزيد عن 1000 إنسان بريء بما في ذلك مئات الأطفال قتلوا في سوريا قبل قرابة ثلاثة اسابيع جراء "أسوأ هجوم بالأسلحة الكيماوية في القرن الحادي والعشرين".
وأضاف أن الولايات المتحدة قد قدمت للعالم أقوى الأدلة على أن الحكومة السورية كانت المسئول عن "تلك الهجمة الرهيبة ضد أبناء شعبها" مضيفا أن هذا لم يكن مجرد انتهاك مباشر للكرامة الإنسانية، بل تهديد جاد "لأمننا القومي".
ثمة مبرر، يقول أوباما، لموافقة حكومات تمثل 98% من سكان العالم على حظر تلك الأسلحة الكيماوية، وهذا السبب لا يقتصر على أن تلك الأسلحة تسبب الموت والدمار دون أدنى تمييز، بل لأن تلك الأسلحة قد تقع في أيدي "الجماعات إرهابية التي تتوق لإيذائنا". ويضيف أن هذا السبب هو ما جعله يقرر قبل أسبوع أن على الولايات المتحدة أن تتدخل عسكريا ضد النظام السوري.
وحول طبيعة التدخل العسكري المقصود يؤكد أوباما أنه لا يتحدث عن عملية طويلة الأمد أو "مفتوحة" على حد قوله. "لن يكون هناك عراق جديد أو افغانستان، ولن يكون هناك جنود أمريكيون على الأرض، وأي عملية سنقوم بها ستكون محدودة من حيث زمنها ومداه، سيكون الهدف منها ردع الحكومة السورية عن استخدام الغاز الكيماوي مجددا ضد أبناء شعبها والحد من قدرتها على القيام بذلك."
ثم يشير الرئيس الأمريكي إلى معرفته بأن الشعب الأمريكي قد أنهكته الحروب على مدار العقد المنصرم رغم أن الحرب في العراق قد انتهت، ومع قرب انتهاء الحرب في أفغانستان، ولذلك لن نقحم جنودنا في حرب تخص آخرين "إلاّ أننا الولايات المتحدة الأمريكية ولا نستطيع أن نغمض عيوننا إزاء مشاهد كتلك التي رأيناها في سوريا."
وينهي خطابه بالتأكيد على أن عدم الرد على استخدام الأسلحة الكيماوية سيزيد من إمكانية استخدامها مجددا، أو وقوعها في أيدي "الجماعات الإرهابية" والتي قد تستخدمها ضد الولايات المتحدة نفسها. كما ان عدم الرد، على حد قول أوباما، سيكون بمثابة رسالة لدول أخرى قد تشجعها على استخدام تلك الأسلحة نظرا لغياب أية تبعات أو عقاب ضد من سبق لهم أن استخدموها.