توفيت مساء أمس الثلاثاء، الفنانة شادية، عن عمر يناهز الـ86 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.
وكانت الفنانة الراحلة قد عانت صحيا خلال الفترة الأخيرة، ودخلت في غيبوبة إثر تعرضها لنزيف في الدماغ. فيما ترددت أنباء عن أسرة شادية، قبل أيام قليلة، تفيد بأن الفنانة المعتزلة نقلت لأحد المستشفيات بعد تراجع حالتها الصحية إثر أزمة صحية حادة.
ولدت شادية، واسمها الحقيقي فاطمة أحمد كمال شاكر، لأب يهوى العزف على العود ويحب الغناء مما شجعها على الاشتغال بالفن.
وأطلت على الجمهور لأول مرة في دور ثانوي في فيلم "أزهار وأشواك" عام 1947، قبل أن تشارك في نفس العام في فيلم "العقل في إجازة" أمام المطرب محمد فوزي، من إخراج حلمي رفلة.
وقدمت شادية أفلاما متنوعة في بداية اشتغالها بالفن حملت الطابع الكوميدي، واشتهرت بدور الفتاة المدللة حتى أطلق عليها لقب (دلوعة السينما)، إلا أنها تخلت عن الغناء في عدد من أفلامها لتثبت أنها ممثلة متمكنة وليست مجرد فنانة خفيفة الظل أو نجمة غنائية.
ولعبت شادية أدوارا في عشرات الأفلام والمسرحيات والمسلسلات الإذاعية، وقدمت على مدى مشوارها أكثر من 100 فيلم للسينما، من أبرزها "المرأة المجهولة"، "شيء من الخوف"، و"نحن لا نزرع الشوك"، و"ميرامار"، و"لحن الوفاء"، و"معبودة الجماهير"، و"الزوجة رقم 13"، و"مراتي مدير عام".
ومن بين أفلامها عدد كبير مأخوذ عن روايات الأديب الراحل نجيب محفوظ منها "اللص والكلاب" و"ميرامار" و"زقاق المدق".
ولشادية نحو 650 أغنية متنوعة بعضها وطني والكثير منها عاطفي تضمنته معظم أفلامها.
وقدمت شادية العديد من الأغاني الوطنية الشهيرة التي لا تزال تبث على قنوات التلفزيون وموجات الراديو حتى الآن في المناسبات الوطنية المصرية، نالت في الستينيات على إثرها لقب "صوت مصر"، مثل "مصر اليوم في عيد" و"يا حبيبتي يا مصر" و"أم الصابرين".
وبالإضافة إلى مسلسلات تلفزيونية وإذاعية، قدمت على خشبة المسرح مسرحية وحيدة هي "ريا وسكينة"، قدمت آخر أفلامها "لا تسألني من أنا" عام 1984، قررت بعدها الاعتزال وكانت في الخمسين من العمر.
ومنحت أكاديمية الفنون بالقاهرة شادية الدكتوراه الفخرية في حفل أقيم يوم 27 نيسان/ أبريل 2015، إلا أنها لم تحضر حفل التكريم وتسلم الدكتوراه الفخرية نيابة عنها خالد شاكر ابن أخيها.
وقالت بوابة الأهرام إنها ستشيع يوم غد الأربعاء، من مسجد السيدة نفيسة في جنوب القاهرة، بعد صلاة الظهر.
وعن الفنانة الراحلة، قال وزير الثقافة حلمي النمنم إن "الفنانة المبدعة شادية التي رحلت عن عالمنا مساء الثلاثاء، لم تكن فنانة عادية، بل كانت صوتا لمصر وللعالم العربي، ودافعت عن قضاياه بصوتها".
وأضاف في بيان "قدمت شادية أغنيات لا تزال بيننا حية بكلماتها ولحنها منها أغنية "يا أم الصابرين"، "يا حبيبتي يا مصر"، "عبرنا الهزيمة" وأغنية "انتفاضة" والتي قدمتها للشعب العراقي وأغنية " فوق أرض النيل" لشعب السودان الشقيق، ولا ننسى صوتها في أغنية "خد بإيدي" والتي داعبت فيها أرواح كل المصريين".
وتابع "كانت بحق محبوبة الجماهير، والدليل على ذلك أنه رغم ابتعادها عن الأضواء طوال 26 عاما، إلا أنها احتفظت بمكانتها في قلوب محبيها حتى وفاتها".
وأكد وزير الثقافة أن الفنانة شادية تم تكريمها في مصر والعالم العربي، كان آخرها إطلاق اسمها على دورة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته المنعقدة حاليا (21 ـ 30 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري)، إلا أنه سيتم الاحتفاء بمشوارها خلال الفترة المقبلة في كل قطاعات الوزارة".
وقالت نقابة المهن التمثيلية المصرية في بيان، "ننعى بمزيد من الحزن والأسى فقيدة الفن العربي الفنانة الكبيرة شادية إحدى الشموع المضيئة في تاريخ الفن المصري والعربي والقامة الفنية الكبيرة في مصر والعالم العربي".
ونعى المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبوزيد، الفنانة شادية عبر حسابه الرسمي بـ "تويتر"، قائلا "عزاؤنا فيما تركته من رصيد فني ثري سيظل يجمع محبيها من المحيط إلى الخليج على تذوق الفن الجميل وحب الوطن الأصيل".