يعمل فريق من الباحثين خلال العام الجاري على بحث يحاولون فيه توظيف انعدام الجاذبيّة في الفضاء، في علاج أنواع صعبة من السرطان، ودراسة مدى تأثير انعدام الجاذبية على تطوّر الخلايا السّرطانيّة، وهو ما دفع محطّة الفضاء الدّوليّة لإرسال بعثة فضائيّة هذا العام لدراسة التأثير الفعليّ في الفضاء، وفق ما أشار إليه تقرير نشره موقع "بيغ ثينك" الأميركي.
ووفق ما أورده كاتب التّقرير، بول راتنر، فإنّ المهندس المتخصّص في في الطب الحيوي في جامعة التكنولوجيا في سيدني بأستراليا، جوشوا تشو، قد أجرى خلال العام الماضي تجارب مخبريّة نجح فيها في إظهار أنّ انعدام الجاذبية قادر على قتل الخلايا السرطانية.
ويسعى تشو من خلال عمله إلى تحديد المستشعرات التي تعثر من خلالها الخلايا السرطانية على بعضها البعض لتتحول لاحقًا إلى أورام داخل الجسم، على اعتبار أنّ هذه المستقبلات تعتمد على الجاذبية، ومن الممكن أن نكافح السّرطان بإزالتها، ولإجراء هذه الدّراسة، بنى طالب في الدّراسات العليا وشريك تشو في البحث، جهازًا للجاذبيّة الصّغرى هو الأول مخن نوعه في أستراليا.
وأتاح هذا الجهاز لفريق البحث أن يختبروا مدى تأثير الجاذبية الصغرى على أمراض مختلفة، وبينها أنواع سرطانيّة، ونقل الكاتب عن تشو قوله إنّه " عندما وضع الجهاز في بيئة الجاذبية الصغرى، تعطل مفعول ما يقارب 80% إلى 90% من الخلايا الموجودة في أنواع السرطان الأربعة المختلفة التي اختبرناها، المبيض والثدي والأنف والرئة".
وقرّرت وكالة "سبيس إكس" الفضائيّة أن تساعد في اختبار هذا المنهج في الفضاء، بإرسال بعثة حاملة الأنواع الأربعة من الخلايا السرطانية إلى الفضاء على متن وحدة مصممة خصيصا، وسيتمكّن العلماء بعد إطلاقها من مراقبة الوحدة من الأرض عبر موجز البيانات.
ويفترض أن تستمّر التّجربة الأوّليّة لمدّة أسبوع كامل، من ثمّ يتمّ تجميد الخلايا وإعادتها للأرض بعد 21 يومًا، ليتمّ إجراء دراسات إضافيّة عليها، بهدف تطوير دواء يمكن للمرضى تناوله أثناء وجودهم على الأرض بدل السفر إلى الفضاء لتلقي العلاج.
التفاف علميّ
وليس بحث تشو الوحيد في المجال، بل هناك نحو تسعة مشاريع بحثيّة تدرس خلال هذا العام القضيّة نفسها، بينها دراسة كبرى ستجري في محطة الفضاء الصينية الجديدة المقرر افتتاحها عام 2022، وبينها مشروع بحثيّ باسم "الأورام في الفضاء" يبحث كيفية تأثير الجاذبية الصغرى والإشعاع الكوني على نمو الأورام.
ونقل راتنر عن الباحثة الرئيسة للمشروع تريشيا لاروز قولها إنّ الخطّة تتمثّل في "إرسال منشطات عضوية للخلايا الجذعية ثلاثية الأبعاد من الأنسجة السليمة والسرطانية من الشخص نفسه إلى الفضاء"، ليتمكّنوا من دراسة " الطفرات الجينية وننظر كيف يتأثر الحمض النووي للخلية بانعدام الوزن والإشعاع الكوني".