افادت تقديرات استخباراتية إسرائيلية بأن إيران باتت اليوم بعيدة من ستة حتى ثمانية أسابيع تقريبا عن الوصول إلى المادة الانشطارية التي تسمح بتطوير قنبلة نووية، بحسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11").
وبحسب القناة الرسمية الإسرائيلية، فإن تقديرات الأجهزة الاستخباراتية تشير إلى أن إيران قررت تقليص الجدول الزمني الذي يتيح لها الوصول إلى القدرة التي تمكنها من تطوير أسلحة نووية.
وشدد التقرير على أن إيران باتت قادرة على إنتاج كمية من اليورانيوم المخصب بنسبة 90%، خلال ستة إلى ثمانية أسابيع، كافية لإنتاج قنبلة نووية.
يذكر أن 25 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 90%، هي الكمية الكافية لإنتاج قنبلة نووية خلال فترة تقدر بنحو ثلاثة أشهر.
ويحد الاتفاق النووي الموقع عام 2015، من درجة النقاء التي يمكن لطهران تخصيب اليورانيوم عندها، بما لا يتجاوز 3.67%، وهو المستوى المناسب لمعظم استخدامات الطاقة النووية المدنية.
وهذه النسبة (3.67%) تقل كثيرا عن نسبة 20% التي وصلت إليها إيران قبل اتفاق 2015 وأدنى بكثير عن نسبة 90% المناسبة لصنع سلاح نووي.
وقبل انطلاق الجولة الثامنة من المفاوضات حول المشروع النووي الإيراني في فيينا، الإثنين الماضي، كانت تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والتي عبّر عنها وزير الأمن، بيني غانتس، في آب/ أغسطس الماضي، تفيد بأن إيران بعيدة عشرة أسابيع عن إنتاج كمية يورانيوم مخصب تسمح بتطوير قنبلة نووية.
ويستدل من التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية أنه في اللحظة التي تتخذ فيها القيادة الإيرانية قرارا بتطوير قنبلة نووية، فإنها ستحتاج من ستة حتى ثمانية أسابيع من إنتاج كمية اليورانيوم المطلوبة لبدء تطوير القنبلة، الأمر الذي قد يستغرق نحو ثلاثة أشهر.
وذكرت"كان 11" أنه على الرغم من التقدم الإيراني باتجاه السلاح النووي، وتقليصها للجدول الزمني الذي يتيح لها تطوير قنبلة نووية، إلا أنها اتخذت قرارا بالتوقف عند هذه النقطة، الأمر الذي يمكنها من المساومة خلال المفاوضات الجارية مع القوى العظمى.
ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي قوله: "بإمكان إيران أن تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، والتحول بالفعل إلى دولة عتبة نووية (دولة تملك المواد والقدرات اللازمة لإنتاج سلاح نووي خلال فترة محدودة) - لكنها تختار عدم القيام بذلك، بقرار واعي".
ورأت الولايات المتحدة، الثلاثاء، تقدما محتملا في المفاوضات مع إيران، لكنها انضمت إلى المفاوضين الأوروبيين في التشديد على الحاجة الملحة لتقليص حجم البرنامج النووي الايراني.
واستؤنفت المفاوضات في فيينا، الإثنين الماضي، في محاولة جديدة لإحراز تقدم بهدف إحياء الاتفاق النووي التاريخي لعام 2015 الذي يكبح نشاطات إيرانية النووية مقابل رفع العقوبات عنها.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس: "قد يكون هناك بعض التقدم المتواضع الذي تم إحرازه". وأضاف "لكن بطريقة أو بأخرى، من المبكر القول إلى أي مدى كان هذا التقدم جوهريا. على الأقل نعتقد أن أي تقدم تحقق لا يرقى إلى خطى إيران النووية المتسارعة".
وشددت الدول الأوروبية على "الطابع الملح" لإنجاز المفاوضات في وقت تقترب فيه طهران "بشكل كبير" من مخزون اليورانيوم الضروري لصنع قنبلة ذرية.
وقال مفاوضون من الدول الأوروبية الثلاث الأطراف في اتفاق العام 2015، وهي فرنسا وألمانيا وبريطانيا، غداة استئناف المفاوضات في فيينا "هذه المفاوضات ملحة".
وأضاف المفاوضون الأوروبيون أنه "من الواضح أننا نقترب من نقطة يكون فيها التصعيد النووي الإيراني أفرغ الاتفاق من مضمونه"، مشددين على أن الوقت المتاح يقاس "بالأسابيع وليس بالأشهر لإنجاز المفاوضات".
وتهدد إسرائيل ايران من اللجوء إلى خيارات عسكرية في حال بلغت طهران قريبًا "العتبة النوويّة"، أي أن يكون لديها ما يكفي من الوقود لإنتاج قنبلة ذرّية. كما حذرت إدارة بايدن أيضا من العودة لممارسة الضغوط إذا فشلت المفاوضات وواصلت إيران أنشطتها النووية.