تصادف اليوم الذكرى السنوية الثانية والعشرون لهبّة القدس والأقصى في الداخل الفلسطيني التي سقط فيها على مدار ثمانية أيام من التظاهرات والمواجهات مع الشرطة الاسرائيلية ، 13 شهيداً برصاص حرس الحدود والقناصة.
والشهداء الـ13 هم: رامي غرة، أحمد ومحمد جبارين، أسيل عاصلة، علاء نصار، وليد أبو صالح، عماد غنايم، إياد لوابنة، مصلح أبو جرادات، محمد خمايسي، رامز بشناق، عمر عكاوي ووسام يزبك.
ودعت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية إلى أوسع مشاركة في نشاطات إحياء الذكرى الـ 22 لهبة القدس والاقصى، وتخليدًا لذكرى الشهداء الـ 13)، مع "الالتزام بالشعارات الوطنية الوحدوية، ومنع المظاهر الحزبية في نشاطات احياء الذكرى للجنة المتابعة".
وتبدأ الفعاليات بمسيرة "المتابعة" لزيارة الأضرحة والنصب التذكارية، وفق برنامج مخطط، بدءًا من قرية جت (المثلث) عند الساعة الثامنة والنصف من صباح اليوم السبت (8:30)، بقراءة الفاتحة على روح الشهيد رامي غرة ووضع الاكاليل على ضريحه قرب مدخل القرية، مرورًا بالبلدات والمدن التي ارتقى فيها سائر الشهداء الابرار، لتنتهي عصرًا في عرابة، حيث يقام المهرجان المركزي في ساحة النصب التذكاري عند الساعة الرابعة عصرًا.
واندلعت الهبّة، في الأول من أكتوبر/تشرين الأول عام 2000، رداً على اقتحام رئيس المعارضة الإسرائيلية وقتها أريئيل شارون، بموافقة من رئيس الحكومة آنذاك إيهود براك، للمسجد الأقصى المبارك، يرافقه مئات الجنود وعناصر الشرطة، مما أشعل مواجهات دامية في المسجد.
وعلى أثر تدنيس شارون للأقصى وانتهاكه، أقرت لجنة المتابعة العليا للفلسطينيين في الداخل إعلان إضراب شامل وعام في أراضي الجليل والمثلث والنقب، في الأول من أكتوبر، لكن الشرطة ، وعلى ضوء نجاح الإضراب، ردت على التظاهرات بعنف وبإطلاق الرصاص على المتظاهرين، لينتهي اليوم الأول بسقوط ثلاثة شهداء من الداخل الفلسطيني، أعقبه استمرار المواجهات بين الفلسطينيين في الداخل، وقوات الشرطة الإسرائيلية على مدار ثمانية أيام، تخللتها تظاهرات ومواجهات بين المواطنين العزّل في الداخل وقوات الشرطة، وسط إغلاق طرقات رئيسية ولا سيما شارع وادي عارة.
وأصدر رئيس الحكومة الاسرائيلية في ذلك الوقت إيهود براك، ووزير شرطته شلومو بن عامي، أوامر بفتح محاور الطرق بأي ثمن، مما زاد من همجية عناصر الشرطة في إطلاق الرصاص الحي واستخدام القناصة في قمع الهبّة والتظاهرات.
وخلال الأيام الثمانية للهبّة، سقط برصاص الشرطة الإسرائيلية 12 شهيداً من الداخل الفلسطيني، وشهيد من دير بلح كان يعمل في مدينة أم الفحم في الداخل وانضم للتظاهرات.
وحاولت حكومة براك الالتفاف على استشهاد المواطنين الثلاثة عشر بتشكيل لجنة فحص، لكن فلسطينيي الداخل فرضوا على الحكومة تشكيل لجنة تحقيق رسمية. وقد شكلت الحكومة الإسرائيلية لاحقاً لجنة تحقيق برئاسة القاضي ثيودور أور.
بموازاة ذلك، شكلت الهبّة نقطة تحول مفصلي في حياة الفلسطينيين في الداخل، وكانت عاملاً بارزاً على غرار يوم الأرض في بلورة الهوية الفلسطينية، ولا سيما عند الأجيال الناشئة، لكنها أيضاً شكلت نقطة فارقة في مخططات الحكومات الإسرائيلية لكسر الهوية الوطنية وتفتيت المجتمع الفلسطيني في الداخل، ومنع أي شكل من أشكال التنظيم القومي.