سلطت العديد من الصحف الأوروبية الضوء على الانقلاب الفاشل الذي قام به عدد من قادة الجيش التركي، كما قارنت بعض الصحف بين أسباب فشل الانقلاب في تركيا ونجاحه في مصر.
تحت عنوان "أردوغان يتجنب مصير مرسي"، عددت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية الأسباب التي أدت إلى فشل الانقلاب في تركيا، على خلاف ما جرى في مصر عام 2013.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، امس السبت، إن الجيش المصري عندما نفذ انقلابه ضد الرئيس محمد مرسي، كان مدعوما من حشود ضخمة في الشوارع، وألقى قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بيانه الأول، ومن حوله رموز المعارضة الليبرالية ورجال الدين، لذلك كانت الإطاحة بالرئيس الإسلامي المنتخب سريعة وقاسية، أما في الحالة التركية، فكان رد الفعل مختلفا، فقد تحدى المواطنون حظر التجول الذي فرضه الجيش، وتظاهر الآلاف في الشوارع ضد الانقلاب، بما في ذلك أنصار المعارضة والأكراد، حيث أدانت كل الأحزاب التركية العلمانية المعارضة الانقلاب، وطالبت باستمرار الحكومة الديمقراطية.
واضافت: لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا مهمًا في إسقاط الانقلاب، فدعمت أردوغان، وحذرت من مغبة الموافقة على الاستبداد العسكري بديلا عنه،.كما دأب أردوغان على تذكير شعبه مرارا وتكرارا بالأوضاع البائسة التي وصلت إليها مصر تحت حكم قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وكثيرا ما حذرهم من خطورة عودة تركيا إلى عصور الانقلابات العسكرية مجددا، وظهر تأثير ذلك واضحا حينما رفع المتظاهرون في شوارع إسطنبول شعار رابعة، رمز المقاومة ضد السيسي، الذي أصبح مألوف لمعظم الأتراك.
وتابعت الصحيفة : أردوغان حقق لشعبه إنجازات اقتصادية هائلة، وشهد عهده ازدهارا في كل المجالات، الأمر الذي رفع من شعبيته وشعبية حزبه كثيرا، فضمن له الأغلبية البرلمانية طوال أربعة عشر عاما، بخلاف مرسي الذي شهد عام حكمه العديد من الأزمات الاقتصادية، الأمر الذي أدى لزيادة السخط الشعبي عليه.
وأشارت إلى أن أردوغان حرص منذ توليه السلطة على الحد من صلاحيات الجيش؛ حتى لا ينقلب عليه، في حين أن الوقت لم يمهل مرسي الفرصة لفعل الأمر ذاته.
من جانبه، قال "أمير تيبون" المحلل بموقع "والا" العبري، إن ثلاثة أسباب رئيسية أدت إلى فشل محاولة الانقلاب الذي شهدته تركيا، والحيلولة دون وصول الأمور إلى السيناريو المصري.
وأوضح "تيبون" عبر حسابه على "تويتر" قائلا: "كان الجيش المصري موحدا تحت قيادة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، وكانت هناك تظاهرات شعبية ضخمة مهدت الطريق لعزل الرئيس محمد مرسي، لكن هذه الأشياء لم تشهدها تركيا ليلة السبت".
وأضاف: "يبدو أن الانقلاب في تركيا فشل؛ لأنه لم تتم تعبئة الجيش جيدا للأمر، بل قام بالانقلاب مجموعة صغيرة في داخله، وهو ما يختلف كليا عما قام به السيسي في 3 يوليو 2013".
كانت مجموعة من أفراد الجيش في تركيا، حاولوا الانقلاب على السلطة والسيطرة على أماكن حيوية في تركيا، ولكن تمت السيطرة على الوضع من الحكومة التركية بمعاونة الشعب التركي الذي استجاب إلى نداء رئيسه بالنزول إلى الشارع والتصدي للانقلابيين، ولم تدم المحاولة أكثر من 5 ساعات قبل إعلان رئيس الوزراء التركي السيطرة على الأوضاع.