حذّر مؤرخ عسكري إسرائيلي، من قدرة حزب الله على إلحاق تدمير هائل بالعمق الاستراتيجي الإسرائيلي، وأكد أن الحزب قادر على "إعادة إسرائيل إلى القرون الوسطى".
وقال إنه في الوقت الذي تستطيع فيه إسرائيل "إعادة لبنان إلى العصر الحجري"، فإن الحزب قادر على الرد أيضا وعلى "إعادة إسرائيل إلى القرون الوسطى".
واعتبر في مقابلة مع القناة العاشرة الإسرائيلية، أن إسرائيل لا تستطيع تجريد حزب الله من قدراته الصاروخية الثقيلة، وعزا ذلك إلى أن حزب الله تعلَّم من حرب عام 2006 كيف يحافظ على قدراته الصاروخية.
وتوقع هذا المؤرخ العسكري أن يكون الحزب قد قام بتوزيع صواريخه وطمرها بحيث يصبح من الصعب إيجادها. وأوضح أن قادة حزب الله يعتمدون هذا التكتيك ليقينهم بأن إسرائيل ستحاول استهداف هذه القدرات.
وأضاف الخبير في شؤون الأمن القومي، إلى أن حزب الله يعلم أنه في حال نشبت الحرب فإن "إسرائيل ستقوم بشكل مؤكد باستهداف هذه القدرات، ولذلك سيجهد لإطلاقها في أسرع وقت ممكن، وسيكون من الصعب التصدي لها أو وقف إطلاقها"، محذراً من أن صواريخ حزب الله تتمتع بدقة إصابة ضمن دائرة عشرة أمتار عن الهدف، "وأي محاولة حسم من قبل إسرائيل ستجعلها تدفع ثمنا باهظا".
وكرر الحديث عن "عقيدة الضاحية" (سياسة التدمير التي نفذتها إسرائيل في حرب 2006 في الضاحية الجنوبية لبيروت)، بالإشارة إلى أنه عندما بدأ رئيس الأركان غابي أيزنكوت الحديث عنها، بعد حرب لبنان الثانية، لم يكن لدى حزب الله القدرات التي يملكها الآن. وعلى خلفية تفسيراته التي قدمها، اعتبر المحاوِر الذي يجري معه المقابلة أن "حزب الله أنجز بوسائل تقليدية ما أنجزته الدول الكبرى النووية، بعضها في مقابل البعض الآخر، في أيام الحرب الباردة"، فأكد بار يوسف ذلك بالقول: "ليس بالمستوى الكامل، لأن ما لديه أسلحة تقليدية، لكن بمستوى أن يسبب لنا دماراً هائلاً، نعم".
وتندرج هذا المؤرخ العسكري تحذيرات في سياق مخاوفه من سياسة إطلاق التهديدات التي يتبعها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ضد حزب الله وإيران. وتتعارض التقديرات التي يقدمها من موقعه كمتخصص في قضايا الأمن القومي، مع الخطاب السياسي والدعائي الذي تروّجه حكومة نتنياهو.