تترقّب مصر مظاهرات كبرى، الجمعة، وسط حملات للحشد والمطالبة برحيل الرئيس عبد الفتّاح السّيسي، عبر وسوم على شبكات التّواصل الاجتماعي، للحشد للمظاهرات، بينما ارتفعت أصوات أخرى تؤيّد بقاء السّيسي عبر حملاتٍ مضادّة، في ظل حديث رسمي عن أن الأوضاع مستقرة، وسط انتشار غير مسبوق للشرطة بأبرز ميادين البلاد.
وتذكّر أحداث اليوم والأسبوع الماضي بصيف العام 2013، فقبل أشهر من الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي، شهدت مصر ظاهرة مماثلة، بين حشد وحشد مضاد؛ والجمعة والسبت الماضيان، بثّت قنوات فضائية معارضة وناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو لاحتجاجات نادرة، قالوا إنها هتفت ضد السيسي، فيما شككت وسائل إعلام محلية مؤيدة، في صحة تلك المقاطع وقالت إنها "مفبركة"، قبل أن يتراجع بعضها ويقر بوجود تظاهرات لكن "محدودة".
وإثر ذلك، تحدّثت منظمات محلية ودولية ومعارضون وإعلام محلي، عن حبس الأكاديميين البارزين حسن نافعة، وحازم حسني، وخالد داود، 15 يوما بتهمة نشر أخبار كاذبة، ضمن توقيفات طالت مئات منذ الجمعة، التي تنفيها مصر بشكل رسمي.
أخذت دعوات التأييد للسيسي ترتفع منذ مساء الأربعاء، مع إعلان رياضيين وفنانين مؤيدين بالأساس، الخروج الجمعة، الذي يوافق دعوات للاحتجاج والدعوة إلى رحيل النظام، واختار المؤيدون الرابعة عصر الجمعة بالتوقيت المحلي (14:00 ت.غ)، للتواجد بميدانين شرقي القاهرة، أحدهما المنصة، والثاني "هشام بركات" المعروف سابقا باسم "ميدان رابعة"، وذلك لتأييد السيسي، وفق إعلامي محلي.
وفي صيف 2013، كان "ميدان رابعة" والمناطق المحيطة به شرقي القاهرة، مكانًا لتجمع المؤيدين لمرسي، الذي أعلن السيسي حين كان وزيرا للدفاع آنذاك، خطاب الإطاحة به، في مفارقة لافتة. وبث هؤلاء المؤيدون مقاطع فيديو تحث المصريين على النزول لتأييد السيسي والجيش، "حرصًا على الاقتصاد وعدم الفوضى"، معتبرين أن النزول "واجب على كل مصري".
ومن بين هؤلاء الرياضي طارق يحيى، وأيمن عبد العزيز، والمعتز إينو، وعبد الحميد بسيوني، وعبد الظاهر السقا، والمطرب محمد فؤاد، والفنانون محمد نور، وعصام كاريكا، وصبري عبد المنعم وأحمد صيام وياسر الطوبجي وطارق الشيخ.
وكان أبرز الفنانين المؤيدين جدلا، الممثلة والراقصة فيفي عبده، الّتي نشرت مقطع فيديو، تنتقد فيه المظاهرات المناهضة بألفاظ خارجة والاتهام للمحتجين بأنهم "لصوص يريدون تحويل مصر لسوريا أو ليبيا أو العراق"، في إشارة لمشاهد الدمار الحالية والصراع المسلح، قبل أن تعتذر الثلاثاء، وتقول إن "السيسي يعني مصر، وإنها لا تتحمل الإساءة لشخصه، وإنه لا يخدم مصر فقط، بل يخدم الوطن العربي كله". وانضم نواب مؤيدون للنظام للتواجد في مدينة نصر لتأييد النظام، وفق تقارير محلية.