يبدو أن الرحلات التي كان من المفروض أن تكون راحة نفسية لمسافريها القاصدون بيت الله لأداء العمرة قد باتت رحلات من العذاب والتعب الجسدي والنفسي
ويبدو أن المنظمين والجهات المسؤولة بعيدين كل البعد عما يدعون ويتباهون به من كونهم متطوعين من أجل عمل الخير لوجه الله ومن أجل راحة المعتمرين !
ومرة تلو الأخرى تثبت معاملتهم وعدم إكتراثهم بل وإهمالهم مشاعر المعتمرين على أنهم تجار لا يبحثون سوى عن الربح المادي ضاربين بعرض الحائط كل القيم والأخلاق التي يتغنون بها .
هل يجب على من ينوي السفر لأداء العمرة تحمل كل هذا العناء والتعب ؟
تبدأ رحلة العناء من منطقة الشونة المشؤومة التي لا يتوفر فيها مكان طاهر للوضوء ناهيك عن الذباب والبعوض والأرض الجرداء التي لا يوجد فيها حتى ظل شجرة يقي من أشعة الشمس، فبعد أن تقطع الحدود الإسرائيلية بإتجاه "المملكة الأردنية" تضطر للإنتظار ساعات طويلة ولا تدري سبب التأخير ! تارة بإدعاء أن جوازات السفر لدى المخابرات مع العلم أن تقديم طلب للعمرة أو الحج يتم قبل أشهر عديدة من موعد السفر وذلك من أجل الموافقة على مقدم الطلب من الجهات الأردنية والجهات السعودية، وتارة بسبب قلة الموظفين وأخرى بسبب تأخر وصول الجوازات من عمان.
وطريق الصعاب هذه يمرها كل موسم حج أو عمرة الألاف من عرب الداخل الفلسطيني ولا حياة لمن تنادي , ففي الأردن ممنوع أن تسأل عن سبب التأخير وإلا أبقوك ساعات إضافية كعقاب
الفوج الثاني من معتمري جلجولية مر بهذه التجربة المريرة , في طريقهم إلى السعودية وصلوا أولا وفي تمام الساعة التاسعة صباحا إلى الشونة في الأردن ورغم كل النداءات والتوسلات عبر وسائل الإعلام لم يغادروها إلا الساعة الثامنة مساء دون أي سبب مقنع من الجهات الاردنية .
وبعد مبيت الليلة في عمان توجهوا صباح اليوم الثاني إلى مطار عمان وكان من المفروض أن تقلع الطائرة المتجهة إلى جدة الساعة السابعة صباحا إلا أنه وكالعادة , انتظروا في المطار حتى العاشرة أي بتأخير ثلاث ساعات عن الموعد المحدد
وعند وصولهم إلى جدة فوجئوا بأن قاعة الإستقبال خالية من الموظفين مما اضطرهم للأنتظار ساعة إضافية في مطار جدة
واليوم من المفروض أن يغادروا من مطار المدينة المنورة الساعة الثالثة عصرا إلا أنهم علقوا هناك أيضا وما زالو حتى هذه الساعة 12:00 ليلا في الطائرة دون أي إنذار سابق ودون أي مبرر
ويذكر أحد مسافري هذه الرحلة بأن الأمن السعودي بعث نساء من طرفه لتفتيش المعتمرات من هذه الرحلة بينما سمح لزائرات أجنبيات عبور النقطة دون تفتيش في مطار جدة !
وكان من المفروض أن يتوجهوا من مطار عمان إلى أحد الفنادق للمبيت هناك كي يغادروا الأردن في صباح يوم غد عائدين إلى البلاد , إلا أن المفاجئات ما زالت تلاحقهم إذ أبلغوا قبل قليل بأنهم لن يقضوا هذه الليلة في عمان بل سيتوجهوا إلى "الشونة المقرفة " والتي الله وحده فقط يعلم ماذا ينتظرهم هناك في هذه المنطقة من مفاجئات أخرى
وأغلب الظن أنهم سيضطروا للبقاء في الحافلات حتى ساعات الصباح ومن ثم " طبعا إذا ما صار شي" مغادرة الأردن إلى البلاد
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من له يد في هذه المؤامرة القذرة التي تتاجر براحة المعتمرين ....
يجب على عرب الداخل العمل يد بيد لمقاطعة رحلات العمرة والحج ولو لعام واحد عسى وعلّ ! فلربما استطاعوا تغيير بعض الشيء
ونتوجه لكل من يهمه الأمر من شخصيات محلية وأعضاء كنيست أن يدرسوا هذه القضية جذريا ويوجدوا الحلول اللازمة لراحة المسافرين .وإلى المسؤولين عن تنظيم هذه الرحلات نقول: اتقوا الله في المعتمرين والحجاج يا من تدّعون الإسلام .
حسبنا الله ونعم الوكيل