أثار إيجاز مختصر قدمه اليوم الخميس وزير الخارجية الأمريكية جون كيري لأعضاء الكونغرس وصفه الإعلام الإسرائيلي بالإيجاز المعادي لإسرائيلي موجة غضب إسرائيلية كبيرة تقع في سياق الاشتباك الإعلامي الأمريكي الإسرائيلي المستمر والمتواصل منذ فترة طويلة خاصة بين الوزير الأمريكي كيري ونتنياهو وجوقة مساعديه وبعض وزراء حكومته.
واستجلب الإيجاز الذي قدمه "كيري" ردود فعل متنوعة من أعضاء كنيست أبرزها كان على لسان وزير الجبهة الداخلية "غلعاد اراد " الذي وجه للولايات المتحدة وسياسة جون كيري انتقادات حادة جدا قائلا "لا يريدنا كيري أن نصرخ قبل أن يضع السكين على حنجرتنا" فيما طلبت رئيسة حركة "ميرتس" زهافا غلؤون نتنياهو بان يفهم بان الولايات المتحدة ليست محمية إسرائيلية وليست تحت الحماية والرعاية الإسرائيلية.
وعاد وزير الجبهة الداخلية الإسرائيلية الذي كان يتحدث خلال مؤتمر معهد أبحاث الأمن القومي ليضيف مواصلا هجومه على كيري "شعرت بالصدمة لسماعي مقولة "كيري" التي استغرب فيها معارضة رئيس الوزراء الاتفاق مع إيران دون أن ينتظر توقيع هذا الاتفاق لينتقده ان مثل هذه المقولة لم يسمع مثلها منذ سنوات فحين يتعلق الأمر بدولة تريد إبادتك ومسحك عن الخارطة وتنتظر الظروف التي تسمح لها بتنفيذ هذا المخطط ماذا يتوقع من رئيس وزراء إسرائيل؟ هل يتوقعون منه عدم الصراخ حين تكون السكين في اليد وعليه الانتظار حتى تصل حنجرته ومن ثم عليه الصراخ؟".
"من المحظور علينا ارتكاب الأخطاء سيتحول الاتفاق المرحلي مع إيران لاتفاق نهائي وعلى كل من له علاقة بهذا الاتفاق أن يفهم بان إيران وفي اللحظة التي تتحول فيها إلى دولة نووية او تجتاز فيها نقطة اللاعودة النووية ستشعل سباق تسلح في المنطقة وستعزز حالة عدم اليقين والاستقرار في المنطقة".
من ناحيته هاجم عضو الكنيست عن حزب "البيت اليهودي" يوني شتيبون الوزير الأمريكي قائلا "كيري يجد صعوبة كبيرة في إدراك أن عهد الانتداب البريطاني قد انتهى وهو "كيري" يعتقد بان عهد الانتداب الأمريكي قد بدأ ويحاول ان يتصرف مثل المندوب السامي الجديد ومع احترامي الكبير للصداقة مع أمريكا فان إسرائيل دولة مستقلة ولها مصالحها الخاصة".
وفي محاولة متأخرة لتلطيف الأجواء وتخفيف حدة الاشتباك قال عضو الكنيست عن حزب "يش عتيد" رونين هوفمان" يجب ان لا تتحول الخلافات السياسية الى اشتباك شخصي وعلى الجميع التخفيف من حدة تصريحاتهم العلنية حتى لا يحدث ضررا غير ضروري لعلاقات ومصالح الدولتين".
ولم يتأخر أعضاء المعارضة الإسرائيلية عن الانضمام للاشتباك على طريقتهم الخاصة فعلى سبيل المثال صرح عضو الكنيست عن حزب العمل "حليك بار" قائلا "من ناحية يجب القول بان أقوال كيري المتعلقة بإسرائيل تشير الى عمق وزيادة حدة أزمة الثقة بين أمريكا وإسرائيل عموما وبين الوزير "كيري" ونتنياهو خصوصا من الناحية الثانية من المناسب ان تصغي الولايات المتحدة لإسرائيل فيما يتعلق بالموضوع الإيراني حتى لا نستفيق في صباح يوم ما على إيران نووية كما حدث مع كوريا الشمالية".
وقال عضو لجنة الخارجية والأمن وعضو الكنيست عن حزب العمل واحد قادة هذا الحزب بنيامين بان اليعيزر بأنه يدعم نتنياهو ويقف إلى جانبه فيما يتعلق بالموضوع الإيراني ويتوجب على نتنياهو الاستمرار في جهوده الهادفة الى منع رفع العقوبات الدولية.
وأضاف اليعيزر "في الموضوع الإيراني لا يوجد في إسرائيل معارضة وموالاة لان التهديد الإيراني يهدد مستقبل الدولة ومستقبل الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط والعالم".
ورد اليعيزر على أقوال الوزير "كيري" التي قال فيها بأنه يتوجب عدم تصديق الادعاءات الإسرائيلية "هناك تماثل مصالح أمريكية إسرائيلية فيما يتعلق بالموضوع الإيراني وقد تقع بعض الخلافات بين الحلفاء وهذا أمرا محمودا ومسموحا".
أشهر الناطقين بلسان الجيش الإسرائيلي الذي نال شهرته خلال حرب الخليج الأولى وعضو الكنيست الحالي نحمان شاي قال بان المواجهة العلنية مع الإدارة الأمريكية تحلق أذى كبير وضرر عميق في علاقات الصداقة والتحالف المتميزة بين إسرائيل وأمريكا تلك العلاقات التي يمكن وصفها في بعض الأحيان بالفريدة من نوعها.
وأضاف"شاي" اختار نتنياهو ان يبارز ويقاتل الولايات المتحدة علنا وهو ألان يثير غضب وزير الخارجية الأمريكية عليه لقد أثبتت التجربة إن محاولات زرع إسفين بين الإدارة الأمريكية والكونغرس لم تجلب لإسرائيل اية فائدة لذلك يتوجب على إسرائيل خفض مستوى النيران فورا ودون تأخير ونقل الجدل العلني إلى داخل الغرف وان لم تقم بذلك سنجد أنفسنا في عزلة عالمية غير مسبوقة".
وأخيرا وجريا على عادة الكبار لم تلق الإدارة الأمريكية بال لتصريحات وغضب من سبق ذكرهم ولم ترد حتى ألان على الأقل أية ردود أمريكية أو حتى مجرد تعليق.