اجمع نقابيون فلسطينيون وأردنيون على تمسكهم بالحقوق الفلسطينية وعلى رأسها قضية اللاجئين الفلسطينيين وعلى دعمهم لإضراب العاملين في وكالة الغوث الدولية "الأونروا" الذي دخل شهره الثاني (50 يوما)، وجاء هذا الإجماع أثناء المهرجان الحاشد الذي عقد أمس في مسرح الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين.
وشارك فيه اتحاد العاملين في وكالة الغوث والاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين والوفد النقابي الأردني الذي يمثل القيادة النقابية الأردنية في مناجم الفوسفات والتعدين الأردنية ممثلين بكل من: خالد الفناطسه وماجد العضايله وماجد اللوانسه وحسين المدادحة وعباس كريشان ومؤنس الحوراني ومحمد المومني وعبد الله الرفاعي.
وبدأ الحفل بكلمة ترحيبية من مصباح ابوكشك عريف الحفل الذي رحب بالوفد الأردني وبنضالات النقابي شاهر سعد المساند الأول لحقوق العمال في كافة مطالبهم العمالية وقد تلا رائد شحادة آيات من الذكر الحكيم ثم عزفت الموسيقا النشيد الوطني الفلسطيني.
وتحدث في بداية الحفل النقابي سعد وقال: (الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين بيت الشعب الفلسطيني وهو رمز من رموز صمود الشعب الفلسطيني) ورحب في بداية كلمته بالوفد النقابي الأردني وعلى رأسهم خالد الفناطسه رئيس الوفد وصحبه الكرام وتطرق سعد في كلمته إلى تضامنه التام مع مطالب العاملين في وكالة الغوث ورفضه لسياسة عدم الاكتراث التي يمارسها مفوض عام وكالة الغوث تجاه معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات وخارجها.
وأضاف سعد: إن عدم مبالاة مفوض عام الوكالة وعدم اكتراثه بمعاناة اللاجئين أمر مثير للجدل ويدعونا إلى رص الصفوف والتكاتف والوقوف صفا واحدا مع اتحاد العاملين في الوكالة الذي يخوض مواجهة شرسة لتثبيت حقوق الموظفين في وجه غطرسة إدارة الوكالة وتعنتها وسعيها لتصدير الأزمة إلى المفوض الجديد الذي سيتسلم مهام منصبه في الأول من آذار القادم وأكد سعد إن النصر سيكون حليف موظفي الوكالة في إضرابهم وحمل سعد المفوض العام للوكالة كافة التداعيات التي قد تؤدي إلى تدهور صحة المضربين عن الطعام في خيام الاعتصام أو تردي الحالة الصحية للمرضى اللاجئين في المخيمات.
واوضح سعد في ختام كلمته: إن صمود شعبنا طيلة سنوات الاحتلال وصموده في اليرموك سيؤدي حتما إلى صناعة النصر والعزة والكرامة للمقهورين والمظلومين في مخيمات الوطن الذين يسمعون ضجيجا واقتراحات هزيلة لا تلبي طموحات موظفينا وأضاف إن شعبنا لن يقبل بشطب قضية اللاجئين وسيبقى حق العودة من الحقوق المقدسة عند الفلسطينيين.
من جهته أعرب النقابي الأردني خالد الفناطسة رئيس نقابة عمال المناجم والفوسفات والتعدين عن حبه لفلسطين ولشعبها المناضل الذي يواصل نضاله منذ النكبة وحتى الآن وأعلن انحيازه للحق الفلسطيني وتضامنه مع المضربين في وكالة الغوث، مشيدا في الوقت ذاته بالمواقف الشجاعة للنقابي شاهر سعد التي وقفها مدافعا عن كرامة شعبه وأمته محليا وعربيا ودوليا.
ودعا الفناطسه في مداخلته إلى طرد المفوض العام للوكالة من فلسطين على خلفية مواقفه السلبية تجاه اللاجئين الفلسطينيين وقال: سنصدر لاحقا بيانا رسميا بهذا الخصوص وشدد النقابي الأردني على عدالة مطالب العاملين في الوكالة، واصفا إياها بأنها حق أساسي من حقوهم واعلن في ختام مداخلته عن تبرع نقابته بخمسة آلاف دولار لصالح نشاطات اتحاد العاملين في الوكالة كتعبير عن التضامن بين الشعبين في هذه المعركة الشرسة.
كما أشاد جمال الشاتي النائب السابق في المجلس التشريعي بالعلاقة المتينة بين الشعبين الفلسطيني والأردني عندما قال ( دموعك غالية علينا يا ابن الأردن أهلا بك في بلدك فلسطين ) كما أعرب عن تمسكه بقضايا المضربين عندما قال( أنا لست متضامنا مع مطالبكم فحسب بل أنا جزء من هذه المعركة التي يحمل لوائها اتحاد العاملين في الوكالة وحذر الشاتي من انحراف الوكالة عن مسارها الذي ولدت من اجله وهو إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وقال : إن مماطلة الوكالة في تلبية مطالب الموظفين تحمل مضامين و دلالات سياسية داعيا إلى رص الصفوف وترتيب الأوراق لمواجهة هذه المؤامرات وإسقاطها.
واستعرض الدكتور شاكر الرشق رئيس اتحاد العاملين في الوكالة في مداخلته آخر التطورات بخصوص الإضراب وقال : ردود إدارة الوكالة لا تلبي طموحاتنا ولا تحقق أهدافنا وهي مرفوضة من قبلنا معتبرا أن قطع الوكالة لرواتب العاملين في الوكالة جريمة ضد الإنسانية تهدف الى تجويع وتركيع الموظفين وعائلاتهم، مؤكدا في الوقت ذاته على مواصلة الإضراب رغم كل الضغوطات التي تمارس هنا وهناك.
وفي نهاية الحفل خرج المشاركون بمسيرة ضخمة طافت شوارع المدينة للتضامن مع المضربين عن الطعام في خيمة الاعتصام وسط نابلس كما عقد الأمين العام شاهر سعد وأعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد جلسة مع ممثلي اتحاد العاملين في مقر قاعة الشهيد سامي طه في اتحاد النقابات لمناقشة سبل تفعيل الإضراب محليا وعربيا ودوليا.