شهدت القمة الخليجية الـ41، التي انعقدت اليوم، الثلاثاء، مدينة العُلا شمال غربي السعودية، التوقيع على اتفاق لإنهاء الأزمة الخليجية، وأكد البيان الختامي للقمة على عودة كاملة للعلاقات الدبلوماسية بين دول الحصار وقطر، مشددًا على عدم المساس بسيادة أي دولة أو استهداف أمنها، وعلى التعاون في مواجهة أي تهديد تتعرض له أي من دول المجلس.
وقال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، إن قرارات القمة أكدت نهاية الخلافات مع قطر وتعزيز التعاون بين دول الخليج ومصر؛ وأضاف أن بيان قمة العلا أكد على العلاقات الراسخة ودعا لتوطيد العلاقات واحترام مبادئ حسن الجوار، مشددًا على أن القمة لم تكن لتحقق أهدافها لولا التكاتف ولولا الدور الهام للكويت والولايات المتحدة.
وعقدت القمة بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية الكويتي، أحمد ناصر المحمد الصباح، مساء الإثنين، الاتفاق على فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين قطر والسعودية، المغلقة منذ اندلاع الأزمة الخليجية في الخامس من حزيران/ يونيو 2017، في أوّل خطوة عملية على صعيد إنهاء الأزمة الخليجية.
وقال بن فرحان إن "قمة العلا" فتحت صفحة جديدة لاستقرار وتضامن الخليج، وأسفرت عن "عودة كاملة للعلاقات الدبلوماسية بين الدول الأربع (السعودية ومصر والإمارات والبحرين) وقطر"؛ وذلك خلال مؤتمر صحافي مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف الحجرف، تم فيه إعلان بنود "البيان الختامي" للقمة و"إعلان العلا".
وأضاف وزير الخارجية السعودي أن البيان يؤكد تكاتف دول الخليج في وجه أي تدخلات مباشرة أو غير مباشرة في شؤون أي منها. وأكد أن "ما تم اليوم هو عودة كاملة للعلاقات الدبلوماسية بين الدول الأربع وقطر". وأعرب عن ثقته باستمرار اتفاق المصالحة الخليجية. وقال في الوقت ذاته إنه "من المهم أن يكون لدول المنطقة موقف موحد وواضح تجاه التهديدات الإيرانية".
وأكد البيان الختامي للقمة، الذي تلاه الحجرف، على أن عنوان القمة هو المصارحة والمصالحة لطي صفحة الخلافات، مشددًا على أن القادة المجتمعين ناقشوا تنسيق المواقف الجماعية بخصوص قضايا مختلفة.
وأوضح أن مباحثات ثنائية جرت لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة، متوجهًا بالشكر لدولة الكويت والولايات المتحدة لمساعيهما في دعم القمة. وقال الحجرف إن البيان الختامي لقمة العلا أكد على تحقيق التعاون والترابط، مؤكدًا أن توقيع مصر على بيان القمة تأكيد للروابط التي تجمعها مع دول مجلس التعاون الخليجي.
وشدد البيان على استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية وبلورة سياسة خارجية موحدة، مشددًا على أن الدول أكدت عدم المساس بسيادة أي دولة أو استهداف أمنها.
كما أكد البيان أنه جرى الاتفاق على تعزيز أدوات الحوكمة والشفافية ومكافحة الفساد من خلال منظومة مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز التكامل العسكري لمواجهة التحديات المستجدة في وجه التهديدات الخارجية.
وشدد البيان كذلك على تعزيز الدور الإقليمي لمجلس التعاون من خلال توحيد المواقف بما يحقق المصالح المشتركة.
قادة الخليج يوقعون البيان الختامي للقمة و"بيان العلا"
ووقع قادة مجلس دول التعاون الخليجي، على البيان الختامي و"بيان العلا" الذي قال ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إنه "لتأكيد التضامن والاستقرار".
ووقع القادة المجتمعون في السعودية في إطار قمة لمجلس التعاون الخليجي، وبينهم أمير قطر، على بيان، وفق ما نقلت شاشات التلفزة في نقل مباشر، وبحسب ما أعلن أمين عام مجلس التعاون الخليجي، نايف فلاح الحجرف.
وشارك في التوقيع على البيان أمير الكويت، نواف الأحمد الجابر المبارك الصباح، وأمير قطر، تميم بن حمد، ونائب رئيس الإمارات، محمد بن راشد.
وكذلك وقع الوثيقة ولي العهد البحريني، سلمان بن حمد آل خليفة، ونائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان، فهد بن محمود آل سعيد.
وكان بن سلمان قد ألقى قبل ذلك مباشرة كلمة قال فيها إن جهود الكويت والولايات المتحدة أدت "بتعاون الجميع، للوصول إلى اتفاق بيان العلا الذي سيتم توقيعه في هذه القمة المباركة، والذي جرى التأكيد فيه على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دولنا وشعوبنا، بما يخدم آمالها وتطلعاتها".
وأضاف أنه "نحن اليوم أحوج ما نكون لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا، خصوصًا التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ البالستية ومشاريعه التخريبية الهدامة".
ولقي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني استقبالا حارا لدى وصوله إلى السعودية، للمشاركة في القمة. وكان في استقباله بن سلمان الذي عانقه عند نزوله من الطائرة. وهي الزيارة الأولى لأمير قطر إلى السعودية منذ بدء الأزمة.
وشارك وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في قمة العلا، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية على حسابها على "تويتر"، علما بأن مصر لا تشكل جزءا من مجلس التعاون. كما شارك في الاجتماع أيضا مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وصهره، جاريد كوشنر.
أمير الكويت يهنئ قادة الخليج بـ"اتفاق العلا"
من جانبه، هنأ أمير الكويت قادة الخليج الستة بالتوصل إلى اتفاق "العلا"، واصفا إياه بـ"الإنجاز التاريخي"، وذلك خلال كلمته الافتتاحية في القمة الخليجية الـ41.
وقال نواف، وفق بث متلفز لفضائية "الإخبارية" السعودية الرسمية، إنه "أتقدم لكم جميعا بالتهنئة على ما تحقق لنا من إنجاز تاريخي في إعلان اليوم عن توصلنا إلى التوقيع على اتفاق العلا".
وثمن نواف "جهود قادة الخليج والرئيس الأميركي، ترامب، وكوشنر، لبذل الجهود المخلصة الداعمة للاتفاق الخليجي، وتحقيق ما تتطلع إليه شعوبنا من آمال وطموحات".
وأضاف: "إننا نستذكر الدور المخلص والبناء الذي بذله في هذا الصدد الأمير (الكويتي) الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر، والذي ساهم بشكل كبير في نجاح هذا الاتفاق".
وتابع: "كما أثمن حرص قادة دول الخليج ومصر على بذل المزيد من الجهود لتحقيق كل ما فيه الخير لشعوبنا".
بن سلمان يبحث مع أمير قطر "سبل تعزيز العمل الخليجي"
وبحث بن سلمان، مع أمير قطر "سبل تعزيز العمل الخليجي"، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، في لقاء ثنائي هو الأول من نوعه منذ سنوات بعد إبرام اتفاق لإنهاء الأزمة الخليجية.
وجرى خلال اللقاء "استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيز العمل الخليجي المشترك"، وفق (واس). وحضر اللقاء وزير الخارجية السعودي، بن فرحان، ونظيره القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.
وعقد اللقاء الثنائي بعد انتهاء مجريات قمة العُلا؛ كما اصطحب ولي العهد السعودي، أمير قطر، في "جولة في مدينة العلا التاريخية التي احتضنت القمة الخليجية رقم 41"، بحسب إعلام سعودي محلي.