برع الخطاط السوري محمد ماهر حاضري في استخدام مهارته التي حباها الله بها، في كتابة المصحف الشريف، باستخدام الخيط والإبرة، كأول عمل إبداعي من نوعه في العالم.
واستغرق هذا العمل 12 عامًا من الكتابة والتدقيق، إذ تعود البداية إلى عام 1999، وانتهى في عام 2010، تضمنت 8 أعوام من كتابة القرآن الكريم، وعامين من التدقيق، تلاها عامان من صناعة جلد غلاف المصحف على طريقة صناعة ثوب الكعبة المباركة.
ويبلغ وزن المصحف 200 كيلو جرام، ويتألف من 12 مجلدًا وكل مجلد يحتوى جزئين ونصف من القرآن، عبارة عن 425 صفحة، وكل صفحة منه تعادل صفحة ونصف من مصحف المدينة المنورة، مكتوب بنفس طريقة مصحف المدينة (الحفاظ)، أي كل صفحة تحتوي 15 سطرًا.
وقال حاضري في تصريحات صحفية، إنه "في عام 1998 بدأت بفكرة الكتابة بالإبرة والخيط، وكانت أولى تجاربي بكتابة آيات قصيرة كالمعوذات وآية الكرسي، ومن ثم انتقلت إلى مرحلة ثانية وهي كتابة السور الكبيرة، فكتبت سورة الواقعة بالطريقة نفسها، والتي حازت على إعجاب وثناء الكثيرين".
وأضاف حاضري الذي يشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحالية: "بعد ذلك جاءتني فكرة كتابة القرآن الكريم كاملاً، وبدأت بتنفيذها عام 1999، حيث استمر عملي على هذا المشروع حوالي 12 عامًا، بين كتابة لمدة 8 أعوام، وتدقيق لمدة عامين، وصناعة جلد الغلاف لمدة عامين".
وقال حاضري ، إنه راعى الرسم العثماني للمصحف، والوقوف حسب مصحف المدينة، واستغرق المصحف 12 سنة عمل، منها 8 سنوات كتابة، وسنتين تدقيق، حيث جرى تدقيقه 4 مرات، من علماء مختصين ومجازين، لتلافي أي نقص أو خطأ.
وأوضح أن غلاف المصحف استغرق عامين أيضًا، لأنه مشغول بطريقة يديوية تمامًا، على نفس صناعة ثوب الكعبة (السيرما النافر)، ونفذته يدويًا على الماكينة، والكتابة دون رسم مسبق على القماش، والمجلد الواحد من المصحف قياسه 60& 80 سنتميترًا.
ولم يتوقف إبداع حاضري بعد انتهائه من عمله في كتابة المصحف بالخيط والإبرة، بل واصل الكتابة بالطريقة ذاتها.
يقول: "بعد إنتاج أول مصحف كامل مكتوب بالخيط بدأت في صناعة المزيد من القطع الفنية بالطريقة ذاتها، والتجول بما أنتجه في العديد من معارض الفن والكتب حول العالم".
وأشار إلى أن من بين الكتب القماشية التي أنتجها: "وثائق لقمان الحكيم"، وكتاب يضم 40 حديثًا نبويًا، وآخر يحوي آيات الدعاء في القرآن، بالإضافة لأقوال الإمام علي، وعدد من السور القرآنية مثل يوسف والكهف، والأخيرة معروضة حاليًا في معرض القاهرة للكتاب.