أظهرت دراسة فنلندية جديدة أن العمل وفق نظام الورديات المتقلب قد يؤدي إلى سوء التغذية وممارسة قدر غير كاف من الرياضة وهما عاملان مسؤولان على الأقل عن تزايد المخاطر الصحية بين من يعملون وفق مواعيد عمل متنوعة أو في ورديات ليلية بشكل منتظم.
وتتبع الباحثون أسلوب حياة الموظفين العاملين في الخطوط الجوية في فنلندا وتوصلوا إلى أن من يعملون في نوبات عمل متنوعة ونوبات ليلية أرضية يستهلكون أطعمة دسمة أكثر وخضراوات أقل من الطاقم الأرضي الذي يعمل خلال نوبات صباحية والعاملين على متن الطائرات.
وقالت كاتري هميو خبيرة التغذية في المعهد الوطني للصحة والرفاه في هلسنكي الذي أجرى الدراسة إن "طاقم وحدة الرعاية الصحية المهنية لاحظ أن الكثير من العاملين في نوبات العمل المتنوعة هم عرضة لمخاطر صحية."
وأضافت "يعمل 70 في المئة من موظفي الخطوط الجوية وفق نظام الورديات ومعظمهم بشكل غير منتظم."
وذكرت هميو والمشاركون في الدراسة في دورية الطب المهني والبيئي أن الأبحاث السابقة أظهرت أن العاملين من خلال الورديات هم عرضة لمخاطر متزايدة للإصابة بأمراض القلب والشرايين ومتلازمة الأيض والسكري من النوع الثاني.
وأشار المشاركون في البحث إلى أن العاملين في نظام الورديات يميلون إلى اكتساب وزن أكثر كلما عملوا في نوبات عمل متنوعة في حين أن العاملين في النوبات الليلية ينامون ساعات أقل مما قد يسبب مشاكل في عملية الايض وفي القلب والشرايين.
وشملت الدراسة الجديدة 1478 موظفا كانوا قد شاركوا في برنامج لتشخيص الأمراض المزمنة والوقاية منها بين موظفي الخطوط الجوية بين
عامي 2006 و2009 وكان أكثر من النصف بقليل رجالا.
وسجل الموظفون الرجال الذين كانوا يعملون وفق نظام الورديات سواء على الطائرات أو في خدمة الزبائن ميلا أقل لتناول حصة واحدة من الخضار على الأقل في اليوم من زملائهم الذين يقتصر عملهم على النوبات الصباحية أو على متن الرحلات.
وتحصل النساء العاملات وفق ورديات على 12.6 في المئة من مجموع سعراتهن الحرارية اليومية من الدهون المشبعة مقارنة بنسبة 12.2 في المئة للنساء اللواتي يعملن خلال النهار.
أما الموظفون الذكور العاملون وفق نوبات غير منتظمة فقد استهلكوا سعرات حرارية مصدرها الدهون والدهون المشبعة بنسبتي 33 و12 في المئة على التوالي أكثر من المجموعتين الأخريين.
في حين استهلك الموظفون الذكور على متن الرحلات الجوية حصة أقل من السعرات الحرارية المأخوذة من الدهون ومن الدهون المشبعة بنسبتي 31.7 و11.6 في المئة من زملائهم العاملين وفق نظام الورديات.
وقالت هميو لرويترز هيلث "هناك نتيجة واحدة أدهشتنا .. لقد اكتشفنا أن المستوى التعليمي لم يؤثر على النتائج.. يبدو أن واقع العمل في النوبات يؤثر بقوة على العادات الغذائية للعاملين وفقه."
وتبين في الدراسة أن العاملات وفق نظام نوبات العمل كن الاكثر توترا وذوات أسلوب حياة خامل أكثر من الموظفات الأخريات.
وقالت هميو "الرسالة الأكثر أهمية للعاملين وفق نظام الورديات هو أنهم يجب أن يكونوا واعين للمخاطر المتزايدة لإصابتهم بالأمراض المزمنة وأن التغذية الصحية السليمة يمكن أن تخفف من هذه المخاطر.