تتعرض أنواع كثيرة من العناكب يوميا للموت في أماكن عديدة، فيما يُطرد المحظوظ منها بكل بساطة خارج بيوتنا.
لكن هذه الحيوانات الصغيرة تحتل مكانة خاصة عند قليل من الناس.
فهل بوسع تلك المخلوقات الصغيرة مساعدة البشرية في علاج أمراض فتّاكة؟
يقول باحثون في جامعة ايرلندا الوطنية غالواي إن "سم بعض أنواع العناكب الموجودة في أيرلندا يمكن أن يكون له استخدامات طبية".
وقال ميشيل دوغون، الباحث في كلية العلوم الطبيعية بالجامعة، إن السم يمكن أن يستخدم في القضاء على أنواع من البكتيريا، مثل بكتيريا "اي-كولاي".
"400 نوع سام"
ويعيش ما يربو على 400 نوع من العناكب في أيرلندا.
وفي حين لا يشكل أي منها خطورة على الإنسان، فجميع هذه الأنواع في الحقيقة أنواع سامة، وهذا هو السم الذي يمكن أن يكون له قيمة طبية.
وقال دوغون لبي بي سي إن "نوعين على الأقل من العناكب التي خضعت للاختبار لديهما خصائص طبية".
ويعكف دوغون حاليا على دراسة سم العنكبوت وعزل عناصره لرؤية إمكانياتها لاستهداف الأورام السرطانية ومسبباتها.
وأضاف أن نوعا شائعا من العناكب يُسمى "الأرملة الكاذبة السوداء" تتعامل في الحقيقة مع الخلايا السرطانية بطريقة تختلف عن تعاملها مع الخلايا السليمة.
وقال إنه تفاجئ لوجود عنكبوت في أحد الكهوف بمنطقة كوناكت يقضي فعليا على أنواع من البكتيريا الضارة للبشر دون أن تلحق الضرر بالخلايا.
علاج للسرطان؟
وقال دوغون إنه يُحتمل أن تؤدي تلك النتائج إلى التوصل لعلاج جديد لأمراض سرطانية، غير أنه أشار إلى أن الأمر سيستغرق وقتا طويلا لتطوير مثل هذا النوع من العلاج.
وأضاف أن هذه هي المرة الأولى التي تخضع فيها العناكب الأيرلندية لدراسات موسعة، وهذا يعود، كما يقول دوغون، إلى تركيز الباحثين المتخصصين في دراسة العناكب على الأنواع الأكبر حجما
والأكثر اهتماما والمعروفة بإلحاق الضرر بالإنسان.
وأضاف أن "400 نوع من العناكب الأيرلندية تم تجاهلها" دون دراسة.
وأخضع كذلك الباحثون في جامعة غالواي سوائل بعض أنواع القناديل والأوز البحري والإسفنج وأحبار الأخطبوط للاختبار لرصد خصائصها الدوائية.