وخلال المؤتمر الصحفي، وبعد انهاء الخطابات واعطاء المجال للصحفيين بتوجيه أسئلتهم، هاجم فيصل محاجنة عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي العربي، "كل من يجلس على المنصة من لجنة الوفاق والاحزاب العربيّة متهمًا إيّاهم بالعمل على اقصاء الحزب الديقراطي العربي من السياسة ومتهمًا الحركة الاسلاميّة بخيانة العهد وتوتير الأجواء في الوسط العربي" كما قال.
وهاجم عاصم الفاهوم من الحزب العربي "الحضور" قائلًا: "سنعقد مؤتمرًا غدًا من أجل إقامة قائمة أخرى تمثل الجميع وضد هذه القائمة التي تعتبر نفسها مشتركة".
يذكر أنّ وحدة الأحزاب العربية والتي ترجمت بقائمة عربيّة مشتركة باتت حدثًا تاريخيًا للمرة الأولى التي ستشهد فيها الحلبة السياسيّة العربيّة في البلاد توحد الأحزاب العربيّة في قائمة واحدة ومشاركتها في الإنتخابات منذ قيام إسرائيل.
وقال محمد علي طه عضو لجنة الوفاق في كلمته: "هذه قائمة فيها مرشحون من كل المناطق من المثلث والجليل ومن المدن الساحلية، وفيها دور كبير للمرأة، سيدتان في الاماكن الأولى وهذا شيء تاريخي. جميع المرشحين أكاديميين، جميعهم يحملون شهادات جامعية، قائمة برنامجها اجتماعي سياسي تقدمي، وهذه أول مرة في تاريخ العالم العربي والشرق الاوسط يتجمع فيها القومي والوطني والتقدمي وجميع الافكار السياسية لتكون نموذجا للوحدة".
وأضاف: "هذه قائمة تنشر الأمل لشعبها، قائمة ستمنع عودة اليمين الى الحكم وستكون سدّا مانعًا أمام عودة اليمين الى الحكم، بل لمرحلة جديدة للنهوض بمجتمعنا العربي بهذه البلاد. في البلداية اسمحوا لي، أن أرحب بأعضاء لجنة الوفاق الوطني وأتقدم لهم باسمي بالشكر الخاص على الجهود التي قاموا بها هذه الفترة والذين عملوا لساعات طويلة". وتابع: "نشكر الأحزاب التي تعاونت معنا تعاونًا وطنيًا ومسؤولًا ومنحتنا الثقة وشجعتنا على العمل. عن الجبهة أشكر المهندس رامز جرايسي والأخ منصور دهامشة، عن الحركة الاسلامية أشكر الأخ منصور عبّاس وعن التجمع الوطني أشكر الدكتور باسل غطاس والأخ طه، وعن الحركة العربية للتغيير أسامة السعدي وعلي حيدر".
وشكر المهندس رامز جرايسي، رئيس طاقم مفاوضات الجبهة في كلمته "النواب السابقون محمد بركة وعفو اغبارية وحنا سويد وابراهيم صرصور، على كل ما بذلوه من جهدٍ خلال السنوات الماضية" وقال جرايسي: "نتمنى أن يستمر المرشحون الجدد الطريق ونتمنى لهم عملًا مثمرًا، ونقول لهم إننا نحملكم ثقة ومسؤولية كبيرة وانتم أهل لهذه الثقة والمسؤولية".
وتابع جرايسي قوله: "هناك أمر هام في أن تشكيلة القائمة تشمل أيضًا قوى ديمقراطية يهوديّة من خلال الجبهة في هذه الحالة، وكان عليه اجماع، والكل كان مقتنعًا بأهميّة العمل المشترك ضمن واقعنا، وواقعنا هو إعطاء أمل داخل التغيير في مجتمع الأغلبية، لذلك كل من يحاول أن يحرّض علينا على اساس قومي نقول له نحن من نرغب ونريد على أساس النديّة والمساواة القوميّة والمدنيّة ولا نقبل بأي شيء غير ذلك".
وأكد جرايسي: "الأمر الآخر هو أنّ اقامة هذه القائمة جاء من خلال رؤيتنا لمتغيرات المرحلة على المستوى المرحلي وعلى مستوى القضية الفلسطينيّة وعلى مستوى التغيير الاقليمي، ولا ننسى أن رفع نسبة الحسم والترانسفير السياسي لإقصائنا عن امكانيّة التغيير كان حافزًا، لكن نقول إنّ مساحة العمل المشترك أكبر وأوسع بكثير من مساحة الخلافات والاختلافات بيننا. لا نخفي على الجمهور أن كل حزب يحافظ على خصوصيته ومرجعيته الفكريّة ومواقفه الاجتماعية ولكن نعمل يدًا بيد من أجل القضايا المشتركة".
وقال جرايسي إنّ "وسائل الاعلام تظهر الموضوع وكأنّه موضوع حول الكراسي"، ولكنني أقول بصراحة، نعم إنّ تشكيل الاحزاب أمر مهم، ولا يمكن لحزب العبور عن ذلك، لن نضع رؤوسنا كما النعام في الرمال، ولا نشكل قائمة عن طريق القرعة، ليس هكذا تقام قائمة، بل من خلال نقاشات حول التركيبات وفي نهاية الأمر وبمساعدة لجنة الوفاق تمكنا من اقامة القائمة".
وقال جرايسي: "ادعموا هذه القائمة بكل قوّة، هناك فرصة لتكون كتلة القائمة المشتركة القوّة الثالثة بقوّتها في الكنيست، إذ قد يمكن لنا أن نؤثر على أمور سياسيّة مختلفة تتعلق بنا وبقضايا اقليميّة. من المهم جدًا السعي لزيادة نسبة التصويت ليكون النوعي للصوت العربي أكبر، لا نريد أن نكتفي بالقوى التمثيليّة بل بزيادة ما بين 3 الى 5 مقاعد وهذا ما يمكننا تحقيقه، ونتوجه الى كل دعاة المقاطعة ونقول لهم أننا لا نذهب الى جيتو اختياري بل نريد وزنًا، ويا وسائل الاعلام ساعدوننا لأنكم تتحملون المسؤولية وساعدوا على تحفيز الناس للتصويت ولرفع تمثيلنا البرلماني".
بدوره، أشار النائب د. جمال زحالقة بالقول: "التاريخ في المستقبل سيكتب هذا اليوم، اننا نصنع التاريخ اليوم. أحيانا الانسان يعيش اللحظات التاريخية ولا يعيها.. بالنسبة للقائمة نشكر شعبنا لأنّ القائمة ليست نتيجة صنع الاحزاب ولجنة الوفاق، بل جماهير ومئات الآلاف الذين ضغطوا علينا وطالبوا وأصروا على كل الأحزاب للتوحد".
وتابع: "شكرًا للجمهور الذي قال لنا كلمة واحدة توحدّوا... ونحن الأحزاب لبينا النداء. لجنة الوفاق قامت بالدور ونشكر نواياها. نقول بأنّ هذه الوحدة أيضًا ليست نتيجة مفاوضات منذ اسابيع، بل أكشف لكم أنني مع أخي محمّد بركة، ومع أخي ابراهيم صرصور، ومنذ أشهر طويلة ونحن نتحدث عن الموضوع، ولكن كان علينا بفترة قصيرة جدا تكثيف الجهود، وقد نجحنا، ونبث البشرى للأمة العربيّة الفلسطينيّة في الداخل، وهذه أول مرّة فيها تحالف شيوعي ديمقراطي اسلامي، وهذه التجربة المتواضعة ستدرس ونريد لهذه الوحدة أن تتوسع ونريد لها أن تشمل أبناء البلد والحركة الاسلاميّة الشماليّة غير المتمثلتين في البرلمان، لمواجهة التمييز والمصادرة ومحاولات الاقتلاع، لأننا نخوض معركة في كل أجنداتنا السياسيّة، ولهذا السبب للوحدة أساس سياسي متين. نريد تقوية العلاقات بين الأحزاب وأن تشهد العلاقات انقلابًا لتأسيس كتلة واحدة لأننا نتطلع الى المستقبل وهذا ما يريده شعبنا". وأضاف زحالقة: "مسؤوليتنا جميعًا أن نحمي أهلنا وشعبنا، ونقول لشعبنا الفلسطيني كفى انقسامًا".
أمّا النائب الدكتور أحمد الطيبي فقال: "كثيرون انتظروا هذه اللحظة بعد جدل واختلاف وهذا أمر طبيعي، إذ قبل المفاوضات تحاول الاحزاب بشكل شرعي أن تطالب قدر الامكان، واليوم كل واحد منا يتحدث ليس باسمه بل باسم القائمة الكبيرة المشتركة، وبالتالي كل منا يتحدث عن الكتلة الثالثة بكبر حجمها في الكنيست إن شاء الله".
وأضاف الطيبي: "هناك من أراد رفع نسبة الحسم حتى لا يرى نوابًا عربًا في الكنيست، الا أنّ القدر يخيف من اقترح القانون وهو ليبرمان بينما كتلتنا ستكون أكبر من كتلته. القائمة المشتركة ستكون أكبر من اسرائيل بيتنا في العدد والأخلاق لأنّها لا تشمل أي سارق أو أي فاسد كما في قائمة اسرائيل بيتنا، هذه القائمة فيها 100% نوّاب ضد الاحتلال، لذلك نوجه نداءنا ليس فقط للجماهير العربية بل للقوى الديمقراطية وللمواطن اليهودي الذي يؤمن بالعدالة الاجتماعية بأنّ هذه القائمة هي عنوانه وعليه أن يصوّت لها. علينا توجيه خطابنا ليس فقط لجمهورنا الفلسطيني في الداخل بل لليهود التقدميين أيضًا".
وتابع النائب الطيبي: "قيل لنا توحدوا توحدوا، وهذا أمر طبيعي ووطني، ولذلك نقول إنّ هذا يجب أن ينتقل أيضًا الى الفلسطينيين ليتوحدوا رغم الخلاف، لتنتهي خلافاتنا ونسير في نفس السفينة ونفس القطار. هذه القائمة تلزم الجميع بتغيير الأجواء بين الأحزاب وتغيير نوع الخطاب بين الأحزاب وهذا يقوّي فكرة الناخب وهكذا نقنع الناس بأن أخرجوا للتصويت ومن يصوّت يؤثّر".
وفي كلمته، حيّا النائب د. دوف حنين الجمهور قائلًا بالعربيّة "مساء الخير"، ومن ثمّ تابع خطابه بالعبريّة حيث أشار الى أنّ "لدينا أيّامًا نشهد فيها هجومًا خطيرًا وعنيفًا على المواطنة بخصوص المواطنين العرب في اسرائيل، ولذلك علينا ليس فقط الدفاع عن مواطنة المواطنين العرب في اسرائيل بل للعمل على حقّهم في المساواة".
وأضاف النائب حنين الى أنّ "للاحتلال لا يوجد مستقبل وليس للاحتلال حتى حاضر، وعلينا وقف ذلك وانهاء الاحتلال والتوجه الى اتجاه آخر، الا أنّ الحكومة هذه تشعل النيران في كل مكان لتنسي الناس مواضيع اللا امل واللا مستقبل والأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعية الصعبة". وناشد حنين "الجمهور العربي والجمهور الديمقراطي اليهودي للخروج للتصويت، وقال :"تعالوا نصنع مستقبلا آخر في هذه الدولة".
وفي كلمتها، قالت عضو الكنيست، حنين زعبي: "الجمهور يطلب طلب من اسرائيل أن تتعامل معه كشعب، ومن يريد للمؤسسة أن تتصرف معه كشعب، عليه أن ينظر الى نفسه كشعب".
وتابعت: "هذه الوحدة لا تعكس فقط اجماعنا بل تعكس ثقافة سياسيّة ومناخًا سياسيًا لخلافاتنا، اذ أنّ الوحدة عليها أن تقلل الخلافات بيننا ونستطيع ذلك، وحتّى من يقاطع الكنيست ايديولوجيًا عليه أن يبارك الوحدة لأن أبعادها ليس فقط داخل البرلمان، بل لوحدة ميدانيّة ونضاليّة خارج البرلمان، وهي تعيد ثقة الناس بالسياسة ومحاربة اللا مبالاة والخوف وعدم القناعة بالنضال السياسي".
وقالت النائبة حنين زعبي: "الوحدة مكان للنقاش الاجتماعي مع الحركة الاسلاميّة مثلا بما يشمل مكانة المرأة في النضال السياسي واللعبة السياسيّة. نحن الحزب الوحيد الديمقراطي في الكنيست، فنحن لسنا فقط معارضة سياسيّة بل أيضًا ايديولوجيّة، ونعطي زخمًا للسياسة وللنضال السياسي لذلك نبني قواعد لعبة سياسيّة".
واعتبرت عايدة توما سليمان في كلمتها أنّ "هذا يوم فيه تسجيل انجاز هام للقوى الديمقراطيّة اليهوديّة ولجمهورنا الفلسطيني وللرفاق الذين ساروا هذا الدرب في نضال الأقليّة التي حاولت المؤسسة الاسرائيليّة أن تهمشها وتضطهدها، وأن تدخلنا الى حصار سياسي تبعدنا فيه عن التأثير وعن الساحة السياسيّة بمجملها".
وتابعت عايدة توما سليمان كلمتها: "نقول لا نريد أن نحصر في خامة واحدة، وكأنّها ملعب الجمهور الفلسطيني، بل سنكون ذات قوّة تأثير لنغيّر الواقع الذي نعيشه. نريد أن نكون مساهمين أساسيين في التخلص من احتلال شعبنا الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية وسنفرض واقعًا سياسيًا جديدًا".
وقال النائب المحامي طلب أبو عرار في كلمته خلال المؤتمر: "نشكر الجميع وحققنا رغبة الجمهور العربي. نقول لاسرائيل إنّ هذه القائمة والوحدة لم يكن سببها رفع نسبة الحسم، انما سببها عنصريتكم وهو قتلكم لنا وهدم بيوتنا ومصادرة أرضنا والتعامل معنا بعقليّة الاستعلاء. أصبح امركم لا يطاق وحقيقة اصبحنا نشعر أنّه يتم التعامل معنا كأعداء".
وتابع أبو عرار: "لا بد بعد تشكيل القائمة التي نباركها من همسة عتاب وملاحظة صغيرة.. النقب جرح نازف وبيت مهدوم وأصحبت هناك هواية لهدم البيوت وترك الأهل بلا مأوى، كما يشجعون على هجرة اليهود الى الجنوب وتوجد عروض مغرية".
واعتبر المحامي أيمن عودة أنّ "لهذا التحالف هدفان. الأوّل: اليمين المسمى بالمعسكر القومي، وهرتسوغ وليفني المعسكر الصهيوني، ونحن المعسكر الديمقراطي، ولا نقبل معادلة كل اليهود ضد كل العرب كما يريدون، ولا نقبل معادلة كل العرب ضد كل اليهود، نحن أقمنا القائمة لعرب ويهود ديمقراطيين لمواجهة ايديولوجيّة الدولة العنصريّة. الحكومة قتلت وأدارت ظهرها للعمليّة السلميّة ونهشت وقضمت الهامش الديمقراطي المهترىء أصلا، والذي نصبت اعلامه على شعبنا وحرضت على جماهيرنا، وواجبنا الوطني وضع كل ثقلنا لمنع اليمين من العودة الى الحكم وبهذه القائمة نستطيع ذلك".
وقال أيمن عودة إنّ "الهدف الثاني هو تخفيف التوتر داخل الأحزاب، والتأسيس لمرحلة جديدة نبني فيها المؤسسات، لأنّنا بحاجة لهذه الوحدة التي لن يغلبها غلاب".