تجتمع في الوقت الحالي، القيادة الدرزية، في مقام النبي شعيب عليه السلام، وذلك للتباحث في الأحداث الأخيرة التي حصلت في بلدة مجدل شمس وحرفيش. وقال النائب السابق د.أكرم حسّون من قادة حزب كلّنا، الذي تغيّب عن الاجتماع لأسباب خاصّة، : "إنّ الطائفة الدرزيّة معروفة بأنّها جماعة مسالمة وتحترم الانسان كإنسان، ونحن على مر التاريخ ساندنا جميع الطوائف، ولا نعتدي على أحد، ولا مرّة كان اعتداء من قبل الدروز على أحد، لأنّ الاعتداء ليس مسلكًا، بل المحبة والانسانية مع الجميع".

 

وأضاف حسّون: "ما حدث هو نتيجة غليان يتحدث عنه الدروز في آخر أربعة شهور، إذ لا يعقل أن تساند وتساعد دولة اسرائيل، ارهابيين ومرتزقة يعتدون على الجميع في سورية وبينهم الدروز، ففي آخر أسبوع، سقطت أكثر من 60 قذيفة على قرية حظر، وقبل أسبوع قتل شاب وجرح العشرات نتيجة القصف من قبل جبهة النصرة".

 

ونوّه بالقول: "الدروز في اسرائيل لا يرون أنّه يجب تقديم المساعدة لأشخاص من منظمة جبهة النصرة وهي منظمة ارهابية غير معترف بها تقتل المدنيين وليست جيشًا. على إسرائيل كدولة ديمقراطية من ناحية انسانية الا تساعد الارهابيين بل المدنيين ونحن بدورنا نتمنّى الخير للشعب السوري".

 

وقال حسّون: "لا يعقل أن نكون مواطنين في هذه الدولة ولسنا قادمين جدّد أو قدامى، بل اصحاب حق وأرض ونرى اخوتنا يقتلون ونرى اسرائيل تعالج هؤلاء القتلة. ومع هذا، نحن لا نقبل بمثل هذه التصرفات ونقول يجب أن نسلك مسلك التوحيد الدرزي الذي يتميز بالانسانيّة والمحبة والسلام وأن تكون اسرائيل واضحة مع الدروز. وهنا نسأل إسرائيل ما هي مخططاتها من مساعدة جبهة النصرة التي تقصف القرى الدرزية؟".

 

وجاء في البيان الصادر عن الاجتماع الطارئ لقيادات الطائفة الدرزية: "نشجب ونستنكر وندين، بشكل لا يقبل التأويل، حادث التعرض لسيارة الإسعاف العسكرية في هضبة الجولان والاعتداء على المصابين الذين اقلتهم. القيم والتقاليد المعروفية الاصيلة والمبادئ الانسانية الاساسية تحرم بشكل قاطع التعرض لإنسان أعزل حتّى ولو كان عدواً. فكم بالحري الاعتداء على جرحى ومصابين داخل سيارة اسعاف، مهما كانت هويتهم او انتماءاتهم". 

 

وجاء في البيان: "الطائفة الدرزية عُرِفت بإغاثة المستغيث وايوائه والحفاظ عليه. ليس من شِيَم احفاد سلطان باشا الاطرش القيام بهذه الأعمال المرفوضة جملة وتفصيلا ولا نقبلَ اي عذرا لها. قيادة الطائفة الدينية والسياسية والاجتماعية ترفض بشكل قاطع استعمال العنف بشَتّى وسائله وأساليبه كتعبيرٍ عن موقف معين وستقوم باتخاذ اجراءات دينية واجتماعية للحد من اعمال العنف في هذه الفترة الحساسة التي نعيشها".

وأشار البيان: "نعيش في دولة قانون ويجب العمل والاحتجاج والتظاهر في نطاق ما هو مسموح به فقط. لا يقبل العقل والمنطق أن يقوم البعض بأخذ زمام الامور متجاهلين القوانين والانظمة والاعراف. يخطئ من يظن أنّ من مثل هذه الاعمال تحقق ولو مطلبا بسيطًا او انها تعود بالفائدة على إخواننا في سوريا. على العكس، فقد تؤدي اعمالٍ كهذه الى دواعٍ سلبية من شأنها أن تجلب المضرة لإخواننا بالإضافة إلى أوضاعهم غير المستقرة اصلاً. إن تضامننا الشامل والواضح مع الاخوة في سوريا لا يعني ابدا ان يقوم البعض او القلة بالتصرف بشكل منافٍ للأعراف والمواثيق الدولية المتبع بها حتّى في حالة الحرب".

 

وجاء في البيان: "ندعو نهارا وليلا ونعمل جل وقتنا لمناصرة اخواننا في سوريا. لا نتوقف ولو للحظة عن مد لهم يد العون لهم بكل الوسائل المتاحة امامنا. نصلي ونبتهل الى عودة الاستقرار والطمأنينة الي سوريا والى شعب سوريا على مختلف طوائفه وأطيافه. هناك من يحاول ان يَشُّقَ موقف الطائفة الموحد في البلاد عبر بث اشاعات هدفها البلبلة وإحداث خلافات. دعونا نُفَوِّتَ الفرصة عليه. نناشد شبابنا واخواننا اينما كانوا التصدي لنداءات التحريض التي قد تدفع البعض الي القيام بأعمال غير أخلاقية وغير انسانية وعليه، سنقوم بحملات توعية لدى ابناء الطائفة عامة والشباب خاصة في جميع القرى الدرزية لتجنب اعمال العنف والتحذير من دواعيها".

 

وختم البيان: "بالرغم من خطورة الحادث، الا انه لا يعبر أبدًا عن أبناء الطائفة في البلاد ويجب التعامل معه كحادث استثنائي ناتج عن تضخيم مفتعل للأمور والاوضاع ووضعه في الخانة الملائمة وتقديم من له ضلعٍ بذلك الى المحاكمة" .