سطع الزمان بنور أحمد باسما .......... نطق الجمال بإسمه فازدانا
والكون أشرق زاهيا في حلّةٍ ........... تكسوه أنوار الحبيب بيانا
البدر ناغاك بسحر بنانه ........... أمّاً أفاضت رحمة وحنانا
تلال مكة أزهرت وتزينت ................. لبست رداءً أخضرا فتانّا
والطير في علياءه قد غرّدا ........... لحن المحبّة منشدا فرحانا
والكون كلٌ , قد شدا بنشيده .............. ومرددّا من شعره ألحانا
الشاة صارت للذئاب رفيقة .......... لبست بميلاد الحبيب أمانا
ديار سعدٍ عانقت بمحبّةٍ .......... وطْأُُ الحبيب أفاضها إحسانا
أُرْسِلْتَ للثقلين خير معلمٍ .......... بلّغت ديناً قد وعى الأديانا
صلى عليك الله يا علم الهدى .......... أبداً وزادك رفعةً وشأنا
القدس رفعت هامها في عزّةٍ ......... وطوت دهور الذّل والأحزانا
وبلاد يثرب الثكلى بجروحها .......... تشكو حروب الشرك والنيرانا
رفعت أكفّ الدمع تبكي حالها .......... سِلماً وأمناً تسأل الرحمانا
فأجابها الداعي , ألا فلتبشري .......... قومي وضمّي أحمد العدنانا
إيوان كسرى قد هوى وتصدّعا .......... للكفر نارٌ, قد خبت خذلانا
والروم في أقصى البلاد تقهقرت .......... جرعت كؤوس الذّل والخسرانا
والجهل بات بعاره متدثّراً ............... والظلم أمسى خائباً حيرانا
وجه الدنى قد انجلى وتكشّفا .............. نور الهدى قد زانه تبيانا
والحقّ أصبح سائداً متمكّنا ............... هدم الرذيلة طارد الطغيانا
سبحانك اللهمّ جلّ جلالك ..................... حباً هديْتَ الجنّ والإنسانا
أكرمتهم , علّمتهم بمحمدٍ .................... أبقيت فيهم منبعاً قرآنا
( البحر الكامل )