اشتهرت مؤخرا لعبة باسم PUBG المعروفة باسم ساحات معارك اللاعبين المجهولين، والتى انضمت فورا الى قائمة الالعاب الأكثر عنفاً وتعطشا للدماء.
تنتمي اللعبة الى العاب الصراع من اجل البقاء، يحاول فيها اللاعب الحفاظ على حياته داخل اللعبه حتى النهايه ليتوج بالفوز.
تبدأ اللعبة ب 100 لاعب يجدون انفسهم على خريطة، وتبدأ عملية البحث عن السلاح والذخيرة التى ستحميهم في ارض المعركة.
تجبرهم اللعبة بقتل بعضهم البعض ليتبقى في النهايه لاعب واحد فقط الا وهو الفائز.
واكبر مثال يوضح طريقة وهدف اللعبة هو الاغنية التى اصدرها احمد العلى والتى تحتوي على المقطع:
"ناس ما بعرفهم ولا حتى بيهموني، لانو هم الواحد فيهم يبقى حي ويقتلوني". وفي مقطع اخر: "حتى اظل عايش فيها جوا الجزيرة المعزولة، لازم اذبح لازم اقتل واتصدر بسهولة. هذه ساحة الببجي كل ما فيها تتخلص حتى تطلع عايش من كل واحد تتخلص" وفي مقطع اخير: "بالمكان اللي قدامك اضرب بدون جدال، كلو اللهم نفسي كل واحد همو بحالو، مخو يقتل ما بهمو اي واحد ييجي ببالو".
وهذا انما يدل على شدة العنف واللجوء الى القتل والذبح كوسيلة واحدة ووحيدة للنجاة والفوز، اي ان هدف اللعبة ما هو الا القتل والجريمة. بالاضافة الى ترويض عقول اللاعبين على استخدام الاسلحة وعلى اختيار طريقة قتل الاخرين.
اضرار اللعبة عديدة ولا تنطوي فقط على تنمية العنف وتنمية الجانب الشرير باللاعب والسلوك العدواني الا انها ايضا تؤدي الى الادمان وتعتبر من اكثر الالعاب تأثيرا على الاطفال والمراهقين وكما ان البالغين ايضا ليسوا بمعزلة عن الأدمان.
فتقوم اللعبة بخلق هوسا عند اللاعبين وتجعلهم يقضون ساعات عديدة خلف الشاشات دون ان يشعروا بذلك بالإضافة الى زيادة العصبية والتذمر الزائد اذ ان اللاعبين يفضلون قضاء الوقت يقتلون ويذبحون دون مقاطعة على القيام بأبسط الأمور، وهذا يوضح تدهور تحصيلاتهم المدرسية،
كما تنمي اللعبة مشاكل نفسية اخرى كالانعزالية والانطوائية تؤثر بشكل سلبي عليهم اسرياً واجتماعياً، تجعلهم يعيشون بعالم وهمي بعيد عن الواقع دون التفاعل مع عائلاتهم واصدقائم.
احدى الامثلة الواقعية التي تعكس تأثير اللعبة سلبيا على لاعبيها هو قتل طالب مصري لمعلمته التي تبلغ ال59 عاما. فقد قام الطالب بطعن معلمته في شقتها عندما كان يتلقى درسا خصوصياً في تشرين الثاني عام 2018، واتضح لاحقا انه اقدم على الجريمة متأثرا بلعبة ببجي.
ومثال اخر من كوردستان العراق، قتل شاب اثناء محاكاة معارك لعبة ببجي مع اصدقائه.
ونهاية لم يتبقى سوى القول بانه لا خلاف حول خطورة هذه اللعبة العنيفة على اطفالنا وحياة اطفالنا الذين يخضعون فريسة لها، ويجب التعامل فورا مع هذه الحالة حتى لا تسوء وتنجرف الى مكان اكثر ظلاما، ليس علنا السكوت على هذا الوضع المأساوي الذي نعيشه ونراه فاللامبالاة لن تصنع الحل.
بقلم : مامون ابو علي - قلنسوه