عاد المريخ ليحيّر علماء الأرض مجدداً، بصورة هذه المرة تظهر فيها الأشياء على سطحه غريبة للناظرين، ونشرتها "ناسا" الفضائية الأميركية في موقعها أمس، وبها فتحت شهية الفضوليين، ففيها ظهر ما يشبه سرباً لطائرات حربية مقاتلة في أجواء الأرض، أو أحد أسراب طيورها المهاجرة في موسم ما.
حتى الوكالة نفسها وضعت عنواناً لشرح من 8 أسطر للصورة، يوحي بأن ما يظهر فيها هو "تشكيلات محلقة" في الجو، مع ثانية في أول الشرح قالت فيها إن أسراب الطائرات المقاتلة والطيور المهاجرة "تحلق بتشكيلات تشبه حرف V عادة" لذلك يظن القارئ سريعاً ما ظنته "العربية.نت" أيضا، وهي أن الصورة لشيء "يطير" فعلاً في المريخ.
إلا أن الفقرة الثانية تخيب ظن المتوهمين، ففيها تتابع الوكالة بأن ما يظهر ليس إلا حقل كثبان رملية قرب فوهة كبيرة على سطح الكوكب الأحمر، والتقط صورتها في 30 ديسمبر الماضي مسبار "مارس ريكونيسانس أوربيتر" الدائر حول المريخ منذ وصل في 2005 إليه، وما زال يدرسه ويصوره بكاميرا طراز HiRISE تشرف جامعة أريزونا على تشغيلها، وبها التقط للآن أكثر من 2500 صورة، منها واحدة كتبت عنها "العربية.نت" قبل مدة، وظهر فيها ما يشبه حبات عنب أزرق.
وتبدو بعض الكثبان في الصورة الجديدة مكتملة تماماً بفعل مسارات معينة لرياح تلامس الأديم المريخي، وتجعل بعضها يتخذ شكلاً يشبه طائرات وطيور. أما الكثبان التي لم تكتمل بعد، فنراها شبيهة بما لم تذكره "ناسا" في شرحها، وهو شكل شهير لمن يتذكر حلقات "ستارفليت" في مسلسل "ستار تريك" الفضائي، الذي اشتهر به في ثمانينيات القرن الماضي الممثل الأميركي، ويليام شاتنر، ومواطنه ليونارد نيموي، أو "سبوك"، الذي يبدو بأذنيه الطويلتين كأنه كائن من عالم آخر.
حقيقة ما ظهر "من العدم" على المريخ
كل مدة يأتي إلى علماء الأرض ما يحيّرهم من المريخ لدقائق، ثم يكتشفون بعد دراسة ما يصل بأن ما يظهر هو أشكال لصخور ورمال وتلال تبدو غريبة من أول نظرة، وأشهرها صخرة ظهرت الشهر الماضي "من العدم" في موقع سبق تصويره ولم تكن فيه، فطوى خبرها العالم واحتاروا بأمرها.
تلك الحجرة كانت الأكثر جدية بين ما حيّر علماء الفضاء الأميركيين بشكل خاص، ونقلت "العربية.نت" الحيرة بشأنها في خبر موسع كتبته عنها بعنوان "المريخ يذهل علماء الأرض بصخرة ظهرت فجأة من العدم"، وكان بين الأكثر قراءة، واحتوى على صورتين، واحدة للمكان حين تم تصويره ولم تكن فيه، والثانية وقد ظهرت فيه الصخرة الحجرية الصغيرة.
ومضى أكثر من شهر إلى أن اتضح الأسبوع الماضي فقط أن المركبة التي صورت المكان، حين لم تكن فيه الصخرة، دهستها من طرفها وهي تغادر، فتحركت متدحرجة واستقرت بالمكان نفسه، وعندما عادت المركبة وصورته ثانية ظهرت الصخرة وسببت حيرة سريعة في "ناسا" والعالم ومن فيه، ولم تنته إلا بعدما ثابروا عليها واكتشفوا حقيقة ما حدث.