سلامٌ ... بلاد الضاد
غريبة ..
هي الكلمات
حيث يتمزّق الفكر .. يتشتّت الزمن
يتقلّب الّليل
وتتبعثر الآهات
من قلب وطن يمتدّ في التاريخ شامخا
أقدم من الماضي .. وأبعد .. من المستقبل الآتي
وأجمل من نغم
اللغات
.............................
وطن ..
في عيون غارت .. وأفئدة حارت
وضحكات أطفال تعالت .. بين الأزّقة
في الحارات
يتراكضون .. يخطفون رغيف خبز من يد امرأة
خاشعة في اللهيب .. تحسبها
من العابدات
وشيخ يفترش الثرى .. يبحلق في الماضي
وعجوز تبحث عن روح .. توارت
خلف السنوات
..........................
وطن
يسير منتشٍ .. تحمله الأشعار
فوق أكفّ الأبيات
هناك .. حيث يستلقي الليل سرّا فوق البحار
يسترق بعض اللحظات
هاربا من عبث البشر .. وضجيج
الساعات
هناك .. حيث تسترخي الرمال فوق الشواطئ حالمة
يزعجها ..
صراخ الموجات
ينبعث متكسّرا تحت أقدام الصخور
عبر المسافات
هناك .. حيث القمر
يجوب قبّة السماء منفردا .. يترقّب
صدى الأنّات
قادمة .. من بقاع العُرْبِ .. تتلوّى
تحت سياط الدمعات
................................
هناك .. حيث الشعراء
يتهافتون على طلاسم
بلا معانٍ
ينثرون الحروف بلا وعي .. أو وجلٍ
على أرصفة الصفحات
حيث يكتظّ المرور .. يشتدّ المسير
وتزدحم الطرقات
تعجّ
بالآفات .. والصرخات .. والبذاءات
................................
أشعارنا ... بالأطنان صارت
أغانينا ... بالآلاف مارت
وبلاد الضاد ترزح
تحت المطارق ... في المحارق
لعلّ بشرى ... تحملها
خواصر الماجنات
لعلّ بشرى ... تولد من
مواخير الغانيات
فيحلّ النصر ... يموت الخوف .. يعيش الأمل
وتنتشر الصالحات
.....................
ما هكذا التاريخ علّمنا .. ما هكذا الكتاب أورثنا
احمل وطنك في قلبك
اغسله .. طهّره
من الموبقات
يضمّك بين الضلوع .. يقبّلك في خشوع
انطلق بنيّ
أنت الأوّل .. أنت المبادر .. أنت الحاضر
دعهم يعبثون ويلعبون ويتمزّقون
بين أروقة الشهوات
...........
سلام عليك بلاد الضاد .. سلام
من ربّ السموات
مفلح أبو جابر – كفر قاسم