فيما يواصل العالم محاربة تفشي كورونا، لا يزال هذا الفيروس المروع، الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 344 ألفاً و107 أشخاص حول العالم وأصاب أكثر من 5453650، يخفي الكثير من الأسرار.
والمفاجأة هي أنه كان بإمكان العالم أن يتجنب هذه المأساة التي خلفتها الجائحة، حيث أفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الاثنين، بأن كبريات شركات الأدوية في العالم رفضت قبل 3 أعوام اقتراحاً قدمه الاتحاد الأوروبي للعمل على تسريع تطوير اللقاحات ضد مسببات أمراض مثل فيروس كورونا، قبل وقوع أي تفش.
إلى ذلك تم وضع خطة تسريع تطوير والموافقة على لقاحات ممثلين في المفوضية الأوروبية الأعضاء في "مبادرة الأدوية المبتكرة" (IMI)، وهي شراكة بين القطاع العام والخاص دورها دعم أحدث الأبحاث في أوروبا. لكن المقترح الأوروبي رفضه شركاء من قطاع الأدوية ضمن المجموعة.
وكانت المفوضية تقول إن الأبحاث "قد تسهل تطوير وموافقة الجهات التنظيمية على لقاحات ضد مسببات أمراض ذات أولوية إلى أقصى حد ممكن قبل وقوع تفش بالفعل"، غير أن شركات الأدوية المشاركة في المبادرة رفضت تبني الفكرة، وفق الصحيفة.
4.5 مليار يورو
المعلومات كشفها تقرير لـ"مرصد الشركات في أوروبا"، وهو مركز بحث يتخذ من بروكسل مقراً له، ينظر في قرارات اتخذتها مبادرة الأدوية المبتكرة التي لديها ميزانية قيمتها 4.5 مليار يورو من تمويل يقدمه الاتحاد الأوروبي ومساهمات هيئات خاصة وغيرها، وفق "الغارديان".
كما يضم مجلس إدارة مبادرة الأدوية المبتكرة مسؤولين من المفوضية الأوروبية وممثلين من الاتحاد الأوروبي لصناعات الأدوية الذي يحتضن بعضاً من أكبر الأسماء في القطاع، بينهم غلاكسو سميث كلاين ونوفارتيس وفايزر وجونسون إند جونسون.
إلى ذلك رفضت متحدثة باسم المبادرة ما جاء في التقرير وقالت إنه مضلل، موضحة أن الأمراض المعدية واللقاحات كانت ذات أولوية للهيئة منذ البداية. وأشارت في هذا الإطار إلى مشروع بميزانية 20 مليون يورو أطلق عام 2015 بعد تفشي إيبولا.
وأردفت أن مبادرة الأدوية المبتكرة أطلقت في يناير الماضي تمويلاً لـ"ابتكارات تهدف إلى تسريع تطوير وإنتاج لقاح"، موضحة أن الاقتراح الأوروبي في عام 2017 "كان يتنافس مع أولويات أخرى في تلك الفترة بما فيها أبحاث خاصة بالسل وأمراض المناعة الذاتية والصحة الرقمية".