حصلت إحدى أهم العلامات التجارية في عالم السيارات الفاخرة على موافقة الجهات التنظيمية من الحكومة الألمانية لتشغيل نظام القيادة الذاتية بدون سائق على الطرق العامة، وهو إنجاز يمثل نقطة انطلاق مهمة على طول الطريق الطويل والصعب نحو تشريع السيارات ذاتية القيادة.
قد تعتقدون أن الشركة التي نتحدث عنها هي “تسلا” الرائدة في هذا المجال، لكن اللافت هذه المرة أن شركة السيارات تلك لم تكن “تسلا”، وبدلا من ذلك ذهب الإنجاز إلى “مرسيدس بنز دايملر”.
بعد موافقة الجهات التنظيمية، بات يمكن لمرسيدس بيع حزمة القيادة الذاتية، المسماة “درايف بايلوت” (Drive Pilot)، لاستخدامها في أجزاء من شبكة “أوتوباهن” (Autobahn) الألمانية بسرعة قصوى تبلغ 37 ميلاً (60 كيلومترا) في الساعة.
الأهم من ذلك أن الموافقة ستجعل نظام مرسيدس على استقلالية “المستوى الثالث”، مما يعني أن السائقين يمكنهم استخدام النظام دون إبقاء أيديهم على المقود.
وهذا يختلف للغاية عن أنظمة “المستوى الثاني” الأكثر شهرة في تسلا، والتي لا تزال تتطلب وضع اليد على مقود القيادة وعين السائق يجب أن تتجه نحو الطريق.
وفي بيانٍ لها، قالت “دايملر” (Daimler) إن العملاء سيكونون قادرين على شراء سيارة مرسيدس من الفئة “إس” (S) مجهزة بنظام درايف بايلوت في النصف الأول من عام 2022.
قال “ماركوس شيفر” كبير مسؤولي التكنولوجيا في مرسيدس بنز: “من خلال هذا النظام القائم على مستشعرات “ليدار” (LiDAR)، قمنا بتطوير تقنية مبتكرة لسياراتنا توفر للعملاء تجربة قيادة فريدة وفخمة وتمنحهم القدرة على استغلال الوقت.”
وبالإضافة إلى قدرة المركبة على التنقل آليًا عبر حركة المرور، تدعي الشركة أن نظامها يمكن أن يتفاعل مع المواقف المرورية غير المتوقعة وينخرط في “مناورات مراوغة” عند الضرورة.
تسلا تتخلف عن واحدة من أقدم شركات تصنيع السيارات في تاريخ الصناعة عندما يتعلق الأمر بالمركبات ذاتية القيادة (وكالة الأناضول)
على الرغم من أن هذه الأخبار مهمة بشكل لا يمكن إنكاره، لكن مرسيدس بالغت فيها. فبالنسبة للمستخدمين، لا تزال المركبات ذاتية القيادة من المستوى الثالث تتطلب من السائقين الاستعداد لتولي القيادة عند الضرورة.
كما أن هناك شرط الحد الأقصى للسرعة، الذي لن يكون عمليًا عند استخدام النظام في بعض الشوارع الفارغة أو المكتظة لا سيما على طريق سريع رئيسي.
ولكن ما سيفعله تصنيف مرسيدس هو تسجيل هدف في سلة المنافسة تسلا، التي أثارت غضب محكمة ألمانية بالفعل رأت أن ادعاء الشركة الأميركية في عام 2020 عند استخدامها كلمة “طيار آلي” لبرنامج مساعدة السائق الخاص بها كان “مضللاً”.
كما يحاول المشرعون في الولايات المتحدة حمل المؤسسات التنظيمية على التحقيق مع “تسلا” بشأن مخاوف مماثلة تتعلق بفعالية الطيار الآلي.
ومن منظور آخر، يعتبر هذا من الأخبار السيئة لشركة “تسلا”، إذ إن الشركة التي يُفترض أنها تقود صناعة السيارات إلى المستقبل تتخلف عن واحدة من أقدم شركات تصنيع السيارات في تاريخ الصناعة الممتد لـ 136 عامًا عندما يتعلق الأمر بالمركبات ذاتية القيادة.
هذا على الرغم من إعلان الرئيس التنفيذي “إيلون ماسك” بجرأة أن تسلا يمكن أن يكون لديها حوالي مليون سيارة ذاتية القيادة قيد التشغيل بحلول نهاية عام 2020، وهو ما لم يتحقق لحد الآن.
وتتسابق مجموعة من الشركات، مثل “وايمو” (Waymo) و”أرغو إيه آي” (Argo AI) و”زوم” (Zoom) المدعومة من “أمازون” (Amazon) و”كروز” (Cruise) التابعة لشركة “جي إم” (GM)، لجعل السيارات ذاتية القيادة من المستوى الرابع حقيقة واقعة في غضون السنوات القليلة المقبلة، لكن هذه الجداول الزمنية متفائلة في أحسن الأحوال.