"التضحيّة في أروع صورها تتحقق عند اصحاب الضمائر الحيّة، وعندما يكون الاخلاص شعارًا يطبّق على أرض الواقع"، هذا ما تحقق في عرابة البطوف عندما بادرت الزوجة المحبّة إنتصار سعيد ياسين (30 عامًا)، بالتبرع باحدى كليتيها لزوجها عادل ياسين (38 عامًا)، بعد معاناة استمرت لفترة طويلة من الفشل الكلوي وغسيل الكلى.

وقد أخذت حالة الزّوج الصّحيّة بالتراجع في الآونة الأخيرة مما إقتضى الاستعجال وعدم التأخر بالزراعة للكلية، وبسبب عدم وجود أي متبرع ملائم وأنّ قائمة المنتظرين طويلة فقد قررت الزوجة التبرع لزوجها وشريك حياتها وفعلا فقد كان المشهود الذي تجلّت المحبّة والاخلاص في أبهى صورها الانسانيّة، وأجريت العمليّة الجراحيّة بنجاح في مستشفى رامبام في حيفا، قبل أيّام والعائلة بانتظار عودة الزوجين سالمين إلى المنزل.

 

وقالت إنتصار ياسين في حديث معها: "زوجي عانى فترة طويلة من الفشل الكلوي، وكنتُ أتألّم معه في كل حركاته وسكناته والقرار نابع من داخلي وقناعتي، إنّ زوجي هو الرّكن القوي في العائلة، ولذلك كانت عزيمتي قويّة وتبرّعت له بالكليّة، وأتمنى له الشّفاء وأنّ نعود سالمين لعائلتنا بأقرب وقت ونحتضن أبناءنا الثلاثة، وما يهمني هو طاعة ربّي ومن ثمّ صحّة زوجي واستقرار عائلتي".