شدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، اليوم الثلاثاء، على أن الاتفاق المبرم بين بلاده وليبيا حول تحديد النفوذ البحري في المتوسط، "حق سيادي" لكلا البلدين، فيما تعتبر إسرائيل ذلك أنه "سيطرة تركية" على شرقي البحر المتوسط وتهديد على مخططها لتمرير أنبوب غاز من حقل "ليفياتان" إلى إيطاليا.
وقال إردوغان في مؤتمر صحافي، قبيل توجهه إلى لندن لحضور قمة زعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إن "مجريات الأحداث شرقي المتوسط واتفاقنا مع ليبيا ربما يشكلان إزعاجا حقيقيا لفرنسا، لكننا نؤكد أن الاتفاق المبرم حق سيادي لتركيا وليبيا، ولن نناقش هذا الحق مع أحد".
وكان إردوغان ورئيس المجلس الرئاسي لـ"حكومة الوفاق الوطني" الليبية، المعترف بها دوليًا، فايز السراج، على الاتفاق في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وتتعلق مذكرتي تفاهم، بالتعاون الأمني والعسكري بين أنقرة وطرابلس، وتحديد مناطق النفوذ البحرية، بهدف حماية حقوق البلدين النابعة من القانون الدولي.
وقال المتحدث باسم الخارجية التركية، حامي أقصوي، في بيان، أول من أمس، إنه "جرى تحديد قسم من الحدود الغربية للسيادة البحرية لتركيا شرقي البحر المتوسط، عبر الاتفاقية مع ليبيا"، لافتا إلى أن تركيا دعت الأطراف، قبل توقيع الاتفاقية، إلى مفاوضات من أجل الوصول إلى تفاهم عادل، وأن تركيا لا تزال مستعدة للتفاوض. وأوضح أن "الأطراف اختارت اتخاذ إجراءات أحادية الجانب وإلقاء التهم على تركيا، بدلا من إطلاق المفاوضات معها".
وتطرق محلل الشؤون العربية في القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية، إيهود يَعري، إلى هذا الموضوع، وقال إنه فيما "تحافظ إسرائيل على الصمت، إلا أن مصر وقبرص واليونان، شريكاتنا في خطط تصدير الغاز من ’ليفياتان’ تغليان غضبا، وبحق"، بادعاء أن إردوغان "قام بخدعة جديدة، وهذه المرة بهدف السيطرة على الحوض الشرقي للبحر المتوسط".
وأضاف يعري أن الاتفاق بين تركيا وحكومة السراج "هو محاولة ضم إلى ’المنطقة الاقتصادية الحصرية’ للدولتين كل المنطقة البحرية الواقعة غربي قبرص وشرقي كريت. وذلك من خلال تجاهل المطالب القانونية لباقي الدول بـ"منطقة اقتصادية’ لها. وإردوغان يتصرف كأنه لا يوجد للجزب اليونانية، مثل رودوس وكريت، أي حقوق وذلك بخلاف كامل للقانون الدولي".
وتابع يعري أن "النتيجة هي أن تركيا تهدد، عمليا، على شركات النفط الدولية بمنعها من التنقيب في مياه اليونان وقبرص أو مقابل الصحراء الغربية في مصر... وإردوغان قد يرسل سفن تنقيب، ترافقها سفن حربية، من أجل تطبيق مطالبه".
وحسب يعري، فإنه "يوجد هنا تهديد بالنسبة لإسرائيل: كيف سيمر أنبوب غاز من ’ليفياتان’ إلى إيطاليا، فيما يدعي الأتراك ملكية على قسم من مسار الأنبوب؟".
واعتبر يعري أن "إردوغان يغير قواعد اللعبة في شرقي البحر المتوسط ويحاول رسم جغرافيا سياسية جديدة. وإذا سمحت الدول العظمى الاستمرار في هذه الطريق، فإنه يتوقع حدوث مواجهة ليست بسيطة".