هدد مسؤولون إيرانيون، مساء أمس الجمعة، بالرد على أوروبا بالمثل، وذلك بالتهديد باحتجاز ناقلة نفط بريطانية ردا على احتجاز ناقلة النفط الإيرانية، من جهة، ومن جهة أخرى الرد بالمثل على كل نقض تقوم به أوروبا للاتفاق النووي.
هدد قيادي في الحرس الثوري الإيراني، مساء أمس الجمعة، باحتجاز ناقلة نفط بريطانية، وذلك ردا على احتجاز مشاة البحرية الملكية البريطانية لناقلة نفط إيرانية عملاقة في جبل طارق.
ودعا أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، محسن رضائي، إلى الرد بالمثل على بريطانيا، وإيقاف ناقلة نفط بريطانية في الخليج العربي في حال عدم الإفراج عن الناقلة الإيرانية.
وقال رضائي في تغريدة على حسابه الشخصي في موقع تويتر تعليقا على توقيف البحرية البريطانية لناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق: خلال 40 عاما من تاريخها، لم تكن الثورة الإسلامية البادئة في أي توتر، ولكنها لم تتقاعس ولم تتردد في الرد على المتغطرسين والبلطجية".
وأضاف أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام: إذا لم تفرج بريطانيا عن ناقلة النفط الإيرانية، فمن واجب الأجهزة المسؤولة الرد بالمثل وتوقيف ناقلة نفط بريطانية".
وكانت حكومة جبل طارق قد قالت يوم أمس، الجمعة، إنها حصلت على أمر لتمديد احتجاز الناقلة لمدة 14 يوما بسبب الاعتقاد أنها خالفت العقوبات بنقلها شحنة نفط إلى سورية.
وقالت حكومة المنطقة التابعة لبريطانيا في بيان ”أصدرت المحكمة العليا أمرا اليوم على أساس أن هناك أسبابا معقولة تدعو لاحتجاز ’جريس 1’ لأغراض الامتثال للائحة الاتحاد الأوروبي رقم 36 لعام 2012 بشأن العقوبات المفروضة على سورية“.
وفي سياق ذي صلة، قال مستشار قائد الثورة للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، إن إيران منحت أوروبا فرصة طويلة للالتزام بتعهداتها إزاء الاتفاق النووي في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.
ونقلت "فارس" عن ولايتي قوله في حوار حول رد إيران على انتهاك الاتفاق النووي، إن طهران التزمت بجميع تعهداتها إزاء الاتفاق النووي، ولكن الطرف الآخر لم يتخذ أي إجراء، بل اتخذ إجراءات في الاتجاه المعاكس".
وأضاف أن بلاده ستبدأ الخطوة الثانية يوم الأحد المقبل، وستبادر إلى رفع نسبة التخصيب إلى أكثر من 3.67%، وحسب حاجتها للنشاطات السلمية. وعلى سبيل المثال إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة نحو خمسة بالمئة لسد حاجة مفاعل بوشهر للأغراض السلمية، وكذلك سد الحاجات الطبيعية لقطاعي الصناعة والطاقة الحيويين بالنسبة للبلاد. ومن هنا فإننا سنقوم بهذه الإجراءات لتامين مصالح البلاد وتلبية الأنشطة السلمية".
وبحسبه، فإن إيران لن تبادر إلى اتخاذ أي إجراء، وإنما خطواتها ستكون ردا على خطوات الطرف الآخر، فـ"أميركا انتهكت بشكل مباشر الاتفاق النووي، فيما يقوم الأوروبيون بانتهاك بشكل غير مباشر، ومن هنا فإننا سنرد على انتهاكاتهم للاتفاق النووي بنفس المقدار، فإنهم إن بادروا إلى الحد من التزاماتهم فإننا بدورنا سنرد بخفض التزاماتنا بنفس المقدار. وإن عادوا عن خفض التزاماتهم فإننا بدورنا سنعود عن خفض التزاماتنا وإلا فإننا سنواصل إجراءاتنا".
وأوضح ولايتي حول مهلة الستين يوما التي أعطتها إيران للأوروبيين للالتزام بتعهداتهم في الاتفاق النووي أن تنفيذ الإجراءات هي محل إيراني، بما فيها البرلمان والحكومة وجميع المعنيين بشكل مباشر أو غير مباشر بهذه القضية.